وقعت سوريا والأممالمتحدة أمس الخميس اتفاقا بشأن شروط نشر مئات المراقبين لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا، لكن الأمر يحتاج إلى جهود دبلوماسية مضنية لإقناع الغرب بأن البعثة لديها السلطة والقدرة على إقرار السلام. وأبلغ آدموند موليه نائب رئيس عمليات حفظ السلام بالأممالمتحدة مجلس الأمن أمس أن سوريا والأممالمتحدة وقعتا اتفاقا مبدئيا بشأن شروط بعثة لمراقبة وقف إطلاق النار، لكن الاتفاق تجنب القضية الأساسية الخاصة بالطائرات. وقال دبلوماسي: إن موليه ذكر أن سوريا والمنظمة الدولية اتفقتا على تسوية القضية في وقت لاحق لكنه أكد أن استخدام الطائرات "سيكون حيويا للبعثة". واستبعدت سوريا أن تكون هناك أي حاجة لطائرات الأممالمتحدة لكن دبلوماسيين ومسئولين بالمنظمة الدولية يقولون: إن البعثة الصغيرة ستحتاج إلى طائرات وطائرات هليكوبتر لمراقبة وقف إطلاق النار بطريقة صحيحة. وهناك بالفعل بعثة طليعية من مراقبي الأممالمتحدة تراقب وقف إطلاق النار في سوريا الذي بدأ قبل أسبوع لكنه فشل في وقف اراقة الدماء. ومازالت مسألة توسيع نطاق البعثة مع تواصل العنف معلقة. وتحرشت حشود برئيس الفريق الطليعي في سوريا أمس الخميس وطالب البعض بموت الرئيس السوري بشار الأسد. والتقى كبار المسئولين من فرنساوالولاياتالمتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى في باريس مع دول من الشرق الأوسط من بينها تركيا وقطر والسعودية. واتفقت الدول على أن الهدنة هي "الأمل الأخير" لتفادي حرب أهلية شاملة في سوريا. لكن روسيا رفضت دعوة حضور الاجتماع . وقالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية للمجموعة في باريس: إن هناك حاجة لأن يصدر مجلس الأمن قرارا بأن تفرض الأممالمتحدة عقوبات على الأسد إذا عطل بعثة مناسبة لمراقبة السلام. وصرحت كلينتون بأن روسيا التي من المرجح أن تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مثل هذا الإجراء الآن يمكن أن تؤيده إذا استمر العنف. وأمس الخميس أبلغ نائب عنان المجلس بأن هناك حاجة لنشر مزيد من المراقبين على وجه السرعة برغم المخاطر وأعمال العنف المستمرة. وقال دبلوماسي طلب عدم نشر اسمه: إن جان ماري جينو نائب عنان أبلغ المجلس بأن نشر مزيد من المراقبين العسكريين غير المسلحين "سيتيح إمكانية تغيير الاليات السياسية على الارض." وأكد مبعوثون آخرون هذه التصريحات. واتفق معه في الرأي فيتالي تشوركين مبعوث روسيا لدى الأممالمتحدة الذي قال "يتعين علينا الاستجابة الى طلب (بان) الى اقتراحه بالسماح ببعثة مراقبة مكتملة." واستطرد "حتى يترسخ وقف العنف يمكن أن يلعب نشر المزيد من بعثة المراقبة دورا مهما للغاية." وقالت سوزان رايس مندوبة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة والتي ترأس مجلس الأمن في إبريل نيسان إن بعض أعضاء المجلس أبدوا تحفظات على التسرع في الموافقة على بعثة موسعة ويشعرون بالقلق من فشل دمشق في وقف العنف وإعادة الجنود إلى الثكنات وسحب الأسلحة الثقيلة. وقال دبلوماسيون في المجلس: إن توصيات بان وجينو ضرورية لتحديد ما إذا كانت الظروف مناسبة لإرسال بعثة أكبر إلى سوريا حيث يدفع قمع الأسد للمتظاهرين المطالبين بالديمقراطية على مدى 13 شهرا البلاد إلى شفا حرب أهلية. وقالت رايس "أبدى المجلس استعداده لأن يوافق بسرعة على بعثة للمراقبة، ولكننا حددنا أيضا الشروط لنشر قوة كهذه بطريقة فعالة." وأضافت "الاختيار الآن بيد الحكومة السورية أن تقرر ما إذا كانت ستوقف بشكل كامل دورة العنف القاتلة التي تديرها والسماح بدخول المراقبين إلى سوريا بشروط تسمح لهم بالعمل بآمان وبإصدار تقارير تحظى بمصداقية." وأشار دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون في المجلس إلى أن عدم التزام سوريا الكامل بتعهداتها لوقف العنف قد يجعلهم مترددين في الموافقة على قرار جديد مطلوب لنشر بعثة موسعة هناك. غير أن مبعوثين قالوا إنه سيكون من الصعب رفض طلب عنان لزيادة عدد أعضاء الفريق الطليعي على وجه السرعة. ولكن عددا من الدبلوماسيين قالوا إنه لا معنى للموافقة على بعثة فاشلة. وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان إن هذا الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه مع الأممالمتحدة هو لتسهيل مهمة المراقبين في اطار السيادة السورية. واتفقت دمشقوالأممالمتحدة أمس على شروط دخول المراقبين إلى سوريا لمراقبة الهدنة التي تم التوصل إليها بعد مرور أكثر من عام على بدء الثورة ضد الرئيس السوري. ولمس الفريق الطليعي لمراقبي الاممالمتحدة الاضطرابات بنفسه. ويوم الاربعاء اندلع اطلاق للنار بالقرب من المراقبين الذين أحاط بهم محتجون مناهضون للاسد بالقرب من العاصمة السورية دمشق. وأمس الخميس ذهب فريق المراقبين إلى الريف بالقرب من بلدة درعا التي انطلقت منها الاضطرابات المناهضة للاسد. وبث على الانترنت فيلم فيديو التقطه هاو ظهر فيه أحمد حميش رئيس فريق المراقبين وهو يرتدي صديرية واقية من الرصاص وسط جمع من المحتجين. وأحاط محتج حميش بذراعه وهو يصرخ "الشعب يريد إعدام بشار" وبدا عدم الارتياح على حميش الذي عليه أن يتبنى موقفا محايدا كمراقب محايد. وتقدر الأممالمتحدة أن قوات الأسد قتلت أكثر من 9000 شخص منذ بدء الثورة بينما تقول سوريا إن "إرهابيين" مدعومين من الخارج قتلوا 2600 من أفراد الجيش والشرطة. وكانت بعثة مراقبة سابقة تابعة للجامعة العربية قد فشلت وتم سحب الفريق من سوريا.