الملايين يحتفلون فى القاهرة بنجاح الثورة انطلقت اليوم احتفالات كبيرة لتملأ ميدان التحرير والشوارع المؤدية إليه في مظاهرة حب ضخمة لم تشهدها مصر من قبل حتى في أيام الثورة ، حيث خرج ما يزيد علي ثلاثة ملايين مواطن ليحتفلوا بنجاح الثورة المصرية التي بدأت في يوم 25 يناير الماضي وانتهت يوم 11 فبراير برحيل الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم تلبية لمطالب الشعب المصري الذي كان ينادي في هتافاته بسقوط النظام . وظهرت شعارات جديدة في مظاهرات اليوم منها ( الشعب يريد تطهير النظام ) في مطالبة للمجلس العسكري الذي يقوم بإدارة شئون البلاد لفترة انتقالية لمدة ستة أشهر أو حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية عقب تعديل الدستور الذي تشكلت لجنة لتعديله منذ أيام وينتظر أن تعلن نتائج التعديل خلال الأيام القليلة المقبلة ، كما ظهر شعار ( الشعب يريد عودة الهدوء ) ، وهي الحملة التي تبنتها جريدة المراقب الاليكترونية منذ مساء أمس ، حيث تلقي الشعار الجديد استجابة وإعجاب الكثيرين من المتواجدين في ميدان التحرير . وكانت الظاهرة الأبرز في الاحتفالات التي انطلقت عقب صلاة الجمعة التي أداها ما يقرب من مليوني مواطن في ميدان التحرير ، والتي أمها الشيخ القرضاوى رئيس الرابطة العالمية لعلماء المسلمين ، هي انتشار كم كبير من الأعلام المصرية التي يحملها كافة أطياف الشعب المصري من أطفال ونساء وشباب وشيوخ ، كما تبدو الابتسامة علي جميع الوجوه ، وحالة كبيرة من الحب والتآخي بين المتظاهرين اليوم ، في تعبير عن المعدن الأصيل للشعب المصري ، الذي يظهر بشكله الحقيقي في وقت الشدائد . كما تظهر في كافة ربوع الميدان والشوارع المؤدية له حالة من التكريم والاعتزاز بشهداء الثورة ، حيث يحمل الآلاف من الشباب صور الشهداء ، كما تم عمل عدة نصب تذكارية سواء متنقلة أو ثابته لشهداء الثورة ، وهتافات حارة تدعو لهم بالرحمة والخلود . كان الشيخ القرضاوى قد أكد خلال خطبة الجمعة التي ألقاها قبل بدء الاحتفالات اليوم علي ضرورة تحقيق مطالب الثورة والتي تتركز في إصلاح شئون البلاد وإلغاء حالة الطوارئ المعلنة منذ ثلاثون عاماً في مصر وبالتحديد منذ اغتيال الرئيس السابق محمد أنور السادات سنة 1981 م ، كما طالب القرضاوي في خطبة الجمعة بضرورة الإفراج عن المعتقلين . وفي مداخل جميع الجهات والشوارع المؤدية لميدان التحرير يقف مجموعات من الشباب للترحيب بالقادمون إلي الميدان للمشاركة في الاحتفالات بنجاح الثورة ، حيث يستقبل هؤلاء الشباب كل القادمين إلي الميدان بتحية ( أهلاً بالثوار .. حافظوا علي إخوتكم في الميدان .. حافظوا علي نظافة الميدان ) ، كلمات جميلة تنطلق في هتافات موحدة من الشباب تضفي حالة من البهجة علي المشاركين في الاحتفالات من بداية الوصول إلي الميدان . من ناحية أخري يظهر الدور الرائع للقوات المسلحة التي قامت بتنظيم حركة الدخول والخروج من وإلي الميدان بالابتسامة الرائعة لرجال القوات المسلحة ، حيث قام الجيش بوضع عدد من الحواجز علي مداخل الشوارع المؤدية للميدان ، يتم فيه تفتيش المشاركين في الاحتفالات بكل آدمية ومعاملة كريمة ، كما يظهر في قلب الميدان وفي كل الأنحاء تواجد مكثف من قوات الجيش والشرطة العسكرية للحفاظ علي أمن المواطنين وسلامتهم في الميدان والشوارع الجانبية المؤدية إليه وميداني طلعت حرب وعبد المنعم رياض القريبان للميدان الأشهر ( التحرير ) . وهناك في جوانب الميدان والشوارع القريبة منه تنتشر القنوات الفضائية العربية والأجنبية التي تقوم بتغطية الاحتفالات الشعبية وتقوم بالتسجيل مع المواطنين الذين يعبرون فيها عن سعادتهم بنجاح الثورة ، وتؤكد في حواراتها علي المطالب التي نادوا بها خلال الثورة الشعبية .