حقق الفلسطينيون انتصارا دوليا هاما على مستوي النضال السياسي الفلسطيني عندما صوت المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو على عضوية كاملة لفلسطين بمنظمة اليونسكو , وجاء هذا الحصاد كأول ثمرة من ثمار الربيع الفلسطيني ,تلك المعركة الدبلوماسية التي يخوضها الرئيس الفلسطيني أبو مازن منذ فترة طويلة وقبل أيلول الماضي وجاء هذا الحصاد تتويجا للجهد الفلسطيني الكبير وعلى رأس هذا الجهد خطاب الرئيس أبو مازن بالأممالمتحدة مما خلق حالة جذب دولي اتجاه القضية الفلسطينية والاستحقاقات السياسية والثقافية والاقتصادية للشعب الفلسطيني والتي ستكتمل على التوالي حتى يستطيع الفلسطينيين أن يعيشوا في دولة فلسطينية مستقلة يعترف بها المجتمع الدولي ويعمل على حمايتها ويساهم في نموها وتطورها المتواصل. اليونسكو ليست المنظمة الدولية الوحيدة التي سيدخلها الفلسطينيون بل أنها واحدة من جملة منظمات دولية على رأسها الأممالمتحدة ومجلس الأمن وسيكون لفلسطين فيها مقعد وصوت وكيان , ولعلها أول حصاد معركة الربيع الفلسطيني التي بدئها السيد الرئيس بطلبه الاعتراف بدولة فلسطين على حدود العام 1976 وبعضوية فلسطينبالأممالمتحدة , فقد أعلن انتفاضة دبلوماسية لم يسبق لها مثيل على المستوي السياسي الدبلوماسي الفلسطيني وهذه الانتفاضة تهدف إلى دخول كافة المنظمات والمجالس الدولية التي تعني بالسلام في العالم لعل العالم يفهم أن الفلسطينيين طلاب سلام وطلاب حق وطلاب امن واستقرار وحماية دولية , واليونسكو هي تلك المنظمة التي أصبح لفلسطين فيها اليوم صوت وعضوية كاملة وهي احدي منظمات الأممالمتحدة ومهمتها إعلان قائمة بمواقع التراث العالم على أن هذه المواقع مواقع تاريخية أو طبيعية تتبع الدول التي تنتمي لها وحمايتها وإبقاءها سليمة هو أمر يطالب به المجتمع الدولي ليعيش الجميع في امن واستقرار ,وقد حصلت فلسطين على عضوية هذه المنظمة بأغلبية 107 صوتا وامتناع 52 دولة ورفض 14 دولة أخري لهذه العضوية على رأس هذه الدول أمريكا بالطبع التي هددت بالسابق إلى قطع الدعم المالي عن منظمة اليونسكو في حال منحت المنظمة عضوية كاملة لفلسطين . أن عضوية فلسطين بمنظمة اليونسكو يعني أن فلسطين أصبحت دولة لها حقوق تغتصب يجب استعادتها وإجبار المحتل للتخلي عنها مقابل السلام العادل ولها تراثها وتاريخها الذي عرفته الأجيال وعرفته البشرية وهذه العضوية تعني أن كافة المدن والمواقع التاريخية والتراثية والأثرية والأماكن المقدسة كالمساجد والكنائس هي أماكن فلسطينية المنشأ لا يجوز لأحد تغيرها أو سرقة تاريخها تحت أي مسمي أو ذريعة وبهذا فان حماية هذه المواقع التاريخية والتراثية والدينية هي من واجبات المجتمع الدولي ولو لم يستطع المجتمع الدولي بقوته الشرعية أن يوفر هذا فان السلام مهدد بالزوال ولا يمكن الوصول إليه , ومن هنا فان اعتراف منظمة اليونسكو بالتراث الفلسطيني وموافقتها بانضمام هذا التراث وتسجيله دوليا باسم الفلسطينيين سيغلق الطريق أمام اغتصاب الإسرائيليين لكل ما يملك الفلسطينيين من تاريخ وتراث وأثار تاريخية سواء كانت دينية أو غير دينية و سيغلق الطريق بالكامل أمام استخدامهم هذه الأماكن استخداما عنصريا خاصا يفقدها أصولها التاريخية , وهذا بالفعل جانب هام من جوانب الكفاح للبقاء على الأرض الفلسطينية بثبات وتجزر في أعماقها التاريخية وهو جانب مهم من جوانب التمسك بعروقنا وأصولنا التاريخية وإبقائها تاريخا يشهد على فلسطينية هذا البلاد وعروبتها وأصالتها , ولهذا السبب بالذات فان الولاياتالمتحدة وبعض الدول العنصرية اعترضت على عضوية فلسطين بهذه المنظمة, واعتراض الولاياتالمتحدة جاء عمليا عندما أصدرت الخارجية الأميركية بيانا، بعد ساعات على قرار اليونسكو، أعلنت فيه أن واشنطن توقف مساهمتها المالية في اليونسكو بدءا من صدور القرار, وهذا عمل عنصري أمريكي مفضوح لا يعزز فرص السلام التي عززها قرار منظمة اليونسكو ولا يساهم في حالة تدخل عادل في الصراع الطويل ولا يعطي أي أمل بأن الولاياتالمتحدة سوف توقف تحيزها الفاضح لدولة الاحتلال الإسرائيلي. أن عضوية فلسطين في منظمة اليونسكو تعتبر حصاد سياسيي فلسطيني هام أثبت عدالة هذه المنظمة واستقلاليتها أمام الضغط الأمريكي الكبير وهذه العدالة والاستقلالية ستدفع باتجاه تيقظ المجتمع الدولي بدرجة اكبر لضرورة حصول الفلسطينيين على دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967 بالتساوي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وحمايتها والمساهمة في نموها وتطورها وهذا سيكون له الأثر الكبير على ايجابية تصويت مجلس الأمن الدولي على طلب انضمام فلسطين للأمم المتحدة و حصولها على عضو كامل العضوية ,و سيكون له الأثر الكبير على الضغط على أمريكا بالسماح للفلسطينيين بالحصول على دولة بالموافقة الدولية والرعاية الدولية والتوقف عن إحباط المشروع العادل للدولة الفلسطينية ,بل وتعتبر دعوة رسمية للأمريكان للحاق بالمجتمع الدولي في سعيه نحو إيجاد حل امن للصراع الطويل بتطبيق حل مشروع الدولتين و سعي الشرعية الدولية لتنفيذ هذا المشروع على الأرض. [email protected]