الشيخة موزة بنت ناصر زوجة "حينما زرت وادي الملوك والملكات ومتحف الأقصر ووقفت أمام الآثار المصرية، تسائلت أين هؤلاء العظماء الآن؟ وعندها تذكرت دكتور مجدي يعقوب ومؤسسته للقلب التي يمنحها الاهتمام، علمت أن العظماء باقين بأعمالهم". بتلك الكلمات عبرت الشيخة موزة بنت ناصر زوجة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة عن تقديرها لما شاهدته في مركز القلب بأسوان أمس، حيث افتتحت مركز حمد بن خليفة للأشعة التشخيصية، وتفقدت بعض من أجزاء المركز بحضور عدد كبير من الشخصيات القطرية والمصرية يتقدمهم دكتور مجدي يعقوب جراح القلب العالمي، و دكتور فاروق الباز عالم الفضاء الشهير و دكتور عبد العزيز الخليفي رئيس قسم القلب بالمستشفى الأهلي بالدوحة، والسفير محمد شاكر ودكتور مجدي اسحاق عضو لجنة الأمناء بمؤسسة مجدي يعقوب، و رجلي الأعمال دكتور أحمد بهجت و سميح ساويرس. وتفقدت الشيخة موزة أقسام الوحدة التي تضم أحدث الأجهزة المتخصصة في علاج القلب عبر وحدات التشخيص التي يمكنها تصوير قلب المريض قبل وبعد الجراحة ويمكنها أن ترسم صورة كاملة لاسلوب المتابعة. وقد أشرف على تنفيذ تلك الأجهزة أطباء وعلماء متخصصون من بريطانيا حضروا خصيصا لمتابعة عمل تلك الأجهزة. و أعربت الشيخة موزة عن رغبتها في تفعيل الشراكة بين مؤسسة دكتور مجدي يعقوب و المؤسسات القطرية المعنية بالتطور التكنولوجي. مشيرة إلى انهم لديهم في قطر فريق متكامل من المتخصصين في مجالات تكنولوجية متطورة يمكنهم امداد المركز بأي مساعدات يحتاجها في اي وقت. بعدها تفقد الحضور قسم الأشعة المغناطيسية الحديث والمزود بأجهزة كمبيوتر تلتقط الصور الخاصة به في ذات توقيت وجود المريض في غرف التشخيص التي يمكنها رصد كافة تفاصيل الجسم ليس من الناحية التشريحية وحسب ولكن من ناحية الوظائف الخاصة بالاعضاء وبخاصة القلب والدم ومدى كفاءة أدائها. و قدر العاملون في المركز قيمة تلك الاجهزة بنحو 2 مليون جنيه استرليني، مشيرين إلى انها لا تفيد فقط في تشخيص المرض ولكنها تساهم في اعادة تقييم حالة الجسم ومتابعة المريض بعد الجراحة. كما تفقدت الشيخة موزة برفقة دكتور مجدي يعقوب وحدة الرعاية المركزة لعدد من الأطفال الخاضعين للمتابعة بعد إجراء جراحات دقيقة في القلب نجحت في إعادة الحياة لهم مرة اخرى، وكان من بينهم طفلة سودانية تدعى دعاء لا يتجاوز عمرها 4 سنوات، اجريت لها جراحة دقيقة في القلب منذ عدة أيام وتخضع للمتابعة. وعقب انتهاءها من جولتها في المركز، تحدثت الشيخة موزة للحضور معربة عن سعادتها بوجودها في أسوان مدينة النيل الساحر، والآثار العريقة التي تشيع في النفس التقدير للحضارة المصرية. واكدت على سعادتها بالشراكة المصرية القطرية في مجال جراحات القلب، وبخاصة في ظل تزايد عدد الوفيات في المنطقة العربية بسبب الأمراض الناجمة عن الخلل فيه. وفي تصريح خاص للمصري اليوم أكد دكتور مجدي يعقوب أنه يشعر بالسعادة مع كل خطوة جديدة تتم في هذا المركز الذي كان مجرد حلم منذ عامين. مشيرا إلى وصول عدد العمليات التي يجريها المركز إلى 300 عملية سنويا مجانا ومعظمها عمليات معقدة يكون مفقود الامل في إجرائها. وأضاف:" أكثر ما يسعدني أننا نقدم هنا في المركز أفضل جراحات القلب التي تجرى في العالم للبسطاء والمحتاجين مجاناً. قد يرى البعض أننا نسير ببطء، ولكننا نسير بخطوات ثابته ومتقنة. ولذا نؤجل العمل في المشروع الكبير الخاص بمركز عالمي لجراحات القلب في صحراء أسوان حتى نكون بالقرب من الشعب". من جانبه أكد دكتور عبد العزيز الخليفي رئيس قسم جراحات القلب بالمستشفى الاهلي بالدوحة، أن التعاون بين الدكتور مجدي يعقوب وقطر بدأ منذ نحو 4 سنوات، وتم تأسيس شبكة عالمية تتكون اضلاعها من اسوان والدوحة ولندن، للاستفادة باحدث تطورات العلم في مجال جراحات القلب معتمدين على دراسة الحالات الجينية والمرضية الخطيرة في أسوان، و خبرة العاصمة البريطانية وجراحيها في هذاالمجال، وامكانيات قطر العلمية والمادية في تسهيل الصعوبات الخاصة التي تقف أمام البحث العلمي. وأضاف دكتور الخليفي:" لدينا في قطر امراض قلب ناتجة عن حياة الرفاهية كالسمنة والسكر وكلها تنتج امراض الشرايين، ولكن في مصر مجال لدراسة وبحث الأمراض الخطيرة في القلب وبخاصة الحمى الروماتيزمية، والعيوب الخلقية، ولذا يمكن لمصر وقطر ان يكونا مركزا عالميا في تلك الجراحات. مصر من خلال خبرتها الفنية الطبية وقطر من خلال امكانياتها، وهي امور ترى الشيخة موزة قدرتها على علاج متاعب المحتاجين والبسطاء في كل الدول المحتاجة لهذا التخصص". يذكر أن مركز القلب في أسوان بدأ عمله منذ نحو عامين ويخطط القائمون على المركز بالوصول بعدد العمليات التي يجريها إلى 650 حالة سنويا في العام المقبل، تصل إلى 1200 حالة في عام 2013. ويعتمد تمويل مركز القلب بنسبة 90% على تبرعات المصريين البسطاء عبر حساب المركز في البنك المصري الأمريكي تحت رقم 999. وأشار دكتور مجدي اسحاق عضو مجلس الامناء بمؤسسة الدكتور مجدي يعقوب أن تكلفة العملية الجراحية الواحدة تتراوح بين 7 آلاف و 15 ألف دولار يتحملها المركز كاملة بالإضافة لتحملهم نفقات الإقامة الخاصة بالمرافق للطفل في حال لو كان من خارج أسوان. وأضاف دكتور مجدي:"ما نبحث فيه الان هو استمرارية هذا المشروع بعد مجدي يعقوب، استمرارية المؤسسة ككيان، واستمرارية التمويل حتى لا تتوقف العمليات. وقد نجحنا في ضمان الجزء الاول من اهدافنا حيث يوجد الآن 29 طبيب جراح تتراوح اعمارهم بين 29 و 40 عاماً يتعلمون ويتدربون ويجرون العمليات مع الدكتور مجدي يعقوب وباتوا على مقدرة علمية فائقة. وقد اثبت هذا الجيل انه يمكنه النجاح لو تم وضعه في البيئة المناسبة له. أما استمرارية التمويل فتواجهنا فيها مشكلة لاننا نخشى من توقف التبرعات في اي وقت ولذا نبحث عن وقف قيمته لا تقل عن 150 مليون دولار و يتم رصد ايراده لصالح المؤسسة فتعمل في وجود التبرعات وبدونها." وفي ختام الجولة غادرت الشيخة موزة بنت ناصر والوفد المرافق لها مركز القلب بأسوان، حيث قضت ليلتها بالمدينة التي قالت عنها أنها أخذتها لآفاق تاريخية كثيرا ما سمعت عنها، وقالت عن مركز القلب بها انه مكان لتحفيز البحث العلمي يستحق الرعاية، وقالت عن مجدي يعقوب أنه عظيم سيذكره التاريخ بأعماله.س