صورة أرشيفية ألقى مقتل الرئيس الليبي معمر القذافي على يد ثورا ليبيا بظلاله على فعاليات الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط اليوم بالبحر الميت، وحيا المشاركون في المنتدى الشعب الليبي على استعادة حريته، خاصة في ظل حضور رئيس المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل، ودعا الرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" كلاوس شواب الحضور إلى التصفيق ل"جبريل" احتفالا بإعادة انبعاث ليبيا، ووقف الحضور دقيقة حدادا على وفاة ولي العهد السعودي سلطان بن عبد العزيز. وقال شواب، في افتتاح المنتدى الذي يعقد تحت عنوان " النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل في الشرق الأوسط"، إن " المنتدى يعقد في وقت مهم جدا لأنه يركز على فرص العمل، وهو فرصة مهمة للنظر في الربيع العربي والنتائج المحتلمة له،" مؤكدا أن " الربيع العربي ليس حدثا إقليميا بل حدثا يؤثر في العالم كله"، لافتا إلى أن العالم شهد مؤخرا أزمات مالية واقتصادية جعلته يفقد البصيرة حول كيفية مواجهة التحديات الراهنة." من جانبه أكد الملك عبد الله الثاني، عاهل الأردن، في كلمته خلال افتتاح فعاليات المنتدى الذي حضره مللك اسبانيا ورئيس باكستان وعمرو موسى ونبيل العربي ووفود من 50 دولة، وشدد الملك عبد الله الثاني على أهمية تحقيق السلام القائم على حل الدولتين أحدهما فلسطينية. وحدد عاهل الأردن 4 بوابات يقف أمامها العرب، ولايمكن التقدم دون اجتيازها جميعا، وهي بوابة الكرامة، التي "نعبر منها لتعزيز الاحترام الذي تستحقه شعوبنا، وعند هذه البوابة تجمع الطامحون من الرجال والنساء والشباب والحالمين في الربيع العربي،" على حد قوله. البوابة الثانية على حد قول العاهل الأردني هي " بوابة الفرص الاقتصادية التي يستحقها الملايين من أبناء الشرق الأوسط، من أجل خلق 85 مليون فرصة عمل جديدة تحتاجها المنطقة قريبا،" أما البوابة الثالثة فهي الديمقراطية كسياسة وأسلوب حياة،" البوابة الرابعة هي تحقيق السلام. وأشار إلى أن "الشرق الأوسط يعاني من أعلى معدل بطالة بين الشباب في العالم حيث تزيد جيوب الفقر من تفاقم الوضع"، مؤكدا الحاجة إلى استراتيجيات تغطي كافة جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية وصناعة السياسات والحياة الاجتماعية والقيم الثقافية. وقال إن الربيع العربي فرصة للمضي إلى الأمام، مؤكدا أن مستقبل المنطقة مسؤولية يتحملها الجميع، سياسيين ومجتمع مدني. وفي الجلسة الأولى من فعاليات المنتدى تحت عنوان " مضمون الاقتصاد الجديد" أكد محمود جبريل، رئيس المجلس الانتقالي الليبي، إن على ليبيا أن "تستعيض عن النفط بمصدر آخر للدخل الوطني، خاصة وأنها استهلكت 62% من احتياطي النفط فيها"، وقال :" إن كنا نتحلى بالذكاء الكافي علينا انتهاز الفرصة وهي محدودة ولا يمكن أن تتجاوز 20 سنة ولذلك علينا استغلالها بسرعة". وحول إمكانية التخلص من الجماعات المسلحة في ليبيا قال جبريل: " الإجابة عن هذا السؤال صعبة، لأنه موضوع معقد، وحله يعتمد على أمرين عزم المجلس الوطني الانتقالي ، والشعب الليبي نفسه وما إذا كان سيستشرف المستقبل"، مشيرا إلى أنه وفقا للإعلان الدستوري، أمامنا 8 أشهر لإنشاء المجلس التشريعي الوطني الليبي وهذا المجلس ستكون مهمته صياغة الدستور وإنشاء حكومة انتقالية حتى إجراء الانتخابات الرئاسية الأولى". وأشار إلى أنه " لم يكن يعتقد أنه سيعيش حتى يرى وفاة القذافي"، شاكرا الله الذي أحياه حتى هذا اليوم." وحول اقتراح المدير التنفيذي للبنك الوطني الكويتي إبراهيم دبدوب بعمل خطة مارشال عربية لدعم الاقتصاد العربي، قال جبريل إن خطة مارشال جاءت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، لإحياء الاقتصاد في أوروبا، مشيرا إلى أن المشكلة في الدول العربية "ليست وفرة المال بل كيفية إداراته،" لافتا إلى الاقتصاد البيني العربي إلى ما بين 7 إلى 10 %. وأوضح الوطن العربي به نوعان من الاقتصاد الأول اقتصاد الدول النفطية الذي يعتمد على الأخذ دون عمل، والثاني الاقتصاد القائم على العمل في مصر وتونس وهو أن تعمل مقابل المال، والسؤال هو كيف نحول الجميع إلى منتجين يعملون للحصول على المال." وحذر أحمد البر عي وزير القوى العاملة من تحول الربيع العربي إلى خريف، إذا لم يضع في أولوياته تحقيق العدالة الاجتماعية، مؤكدا أن الأساليب التقليدية في علاج البطالة من خلال إنشاء مشروعات صغيرة ومتوسطة وعمل مشروعات تشغيل عام لن تفي بالغرض ولن تحقق العدالة الاجتماعية، والحل هو مشروعات كبيرة تعتمد على تمويل بين الدول العربية ذاتها لأننا نعرف أنه لايمكن الاعتماد على أمريكا أو أوروبا في الفترة الحالية." وطالب البرعي، الذي تحدث بالعربية رغم آن اللغة الرسمية للمنتدى هي الإنجليزية، نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية بتبني اقتراح دبدوب بعمل خطة مارشال عربية، لأن " الوطن العربي يحتاجها اليوم أكثر من اي وقت مضى، وقال في رده على الخطة التي وضعها لمواجهة 3 مليون شاب يدخلون سوق العمل في مصر سنويا: "أنا وزير عمل وليس اقتصاد، والمنتدى متعلق بالاقتصاد، لذلك فإجابتي لا ترقى إلى المستوى المطلوب." وأشار إلى أنه عندما تحولت مصر إلى نظام الاقتصاد الحر توقف التعيين التلقائي في الحكومة، وزاد طابور البطالة، وتحتاج مصر الآن إلى توفير 950 ألف فرصة عمل سنويا حتى 2020، ومعدل البطالة في مصر وفقا للتقديرات الرسمية 12% من القوى العاملة ، وهو لا يختلف كثيرا عن العالم العربي الذي سيكون فيه 100 مليون عاطل عن العمل عام 2020. وهنأ البر عي الشعب الليبي على تحرير أرضه، وقال :" تونس وليبيا ومصر أنظمة جديدة تتطلع إلى الديمقراطية."