مصر التي تعتبر أرضاً خصبة للأيديولوجيات العربية والإسلامية، تشهد الآن ولادة جديدة لليبرالية الإسلامية"، هكذا بدأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرها اليوم، بعنوان "الإسلاميون يتوددون للعلمانيين الحذرين"، مضيفةً أن الجماعة الإسلامية التي شنت هجمات عنيفة ضد حسني مبارك، الرئيس السابق، عادت الآن لتغازل العلمانيين المتخوفين من تنامى مد الإسلاميين فى البلاد. وقالت الصحيفة إن ناجح إبراهيم، الذي يمثل وجه الجماعة الإسلامية، كان أول من استخدم مصطلح "الليبرالية الإسلامية" فى محاولة لمغازلة العلمانيين لكسر الفجوة المتزايدة بينهما، مشيرةً إلى ان إبراهيم، الذي كان يدافع عن العنف كوسيلة لتغيير نظام مبارك، يقوم الآن بدعوة الإسلاميين والعلمانيين لوجود أرضية مشتركة بعيداً عن الاختلافات. وتابعت الصحيفة "تجنب ناجح إبراهيم فى عدد من اللقاءات والمقالات، أن يلقى باللوم على العلمانيين أو الليبراليين على الفجوة التي حلت بين الجماعات العلمانية والدينية بعد سقوط نظام مبارك، إلفا أنه عاتب حملة التخريب التى شنها أنصار النظام السابق." وذكرت الصحيفة أن بعض الإسلاميين تبنوا نهج إبراهيم الذى يسعى إلى التوصل إلى حل وسط، وبينهم الشيخ محمد الزغبى، بطل الحركة السلفية وأحد أكبر منتقدى العلمانية، إذ وصف نشطاء العلمانية فى البلاد ب"إخوان لديهم قلوب رحيمة ووطنية ولكنهم فى حاجة ليعرفوا الإسلاميين بشكل أفضل". وأشارت الصحيفة إلى "وثيقة الأزهر" التي أصدرها الشيخ الدكتور أحمد الطيب، إمام الأزهر الشريف، وقالت إن الوثيقة تسعى إلى "اللزواج بين المبادئ العلمانية مع النظريات المحافظة". وأضافت الصحيفة أن وثيقة "الأزهر" ستجعل جماعة الإخوان المسلمين أن تعد الجميع بألا تحتكر ضياغة الدستور، متوقعةً فوز الجماعة الأكثر تنظيماً في البلاد، حسب وصفها، في الانتخابات البرلمانية القادمة. ونقلت الصحيفة عن الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، قوله إن "مصر في مفترق طرق الآن"، مضيفاً أن مصير البلاد سيتجه نحو السلفية أو قيام "دولة الإخوان المسلمين" أو أن يختار الشعب قيام "دولة حديثة"، وأضاف "ولكن مصر لم تقرر بعد. "