صورة أرشيفية تحت حراسة أمنية مشدد، إحتفلت أمس السفارة السعودية بالقاهرة ، بالذكرى الحادية والثمانين لليوم الوطني السعودي ، وسط حضور غفير من الشخصيات العامة والفنانين والإعلاميين ورجال الدولة وفي مقدمتهم الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء وعددا من الوزراء وفي مقدمتهم اللواء العيسوي وزير الداخلية وأسامة هيكل وزير الإعلام وعمرو حلمي وزير الصحة ، كما برز خلال اللقاء الدكتور أيمن نور المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية وأخرون . من جانبه قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية ومندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد بن عبد العزيز قطان خلال الكلمة التي رحب بها بضيوف الحفل : في هذه المناسبة التاريخية الهامة يتسأل الكثيرون كيف تمكن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - من توحيد شبه الجزيرة العربية وتأسيس دولة حديثة يفتخر بها كل سعودي وعربي ومسلم رغم امكانيته المتواضعة في ذلك الوقت سواء العسكرية أو البشرية والتناحر والقتال الذي انتشر بها بين مختلف القبائل واستطاع رغم ذلك بتوفيق من الله أن يستعيد مدينة الرياض عام 1902م. وبدأ من هناك رحلة شاقة وطويلة لتحقيق أهدافه وطموحاته تحت راية (لا اله إلا الله محمد رسول الله) إلى أن أعلن عن تأسيس المملكة العربية السعودية عام 1932م. ولا شك أن السبب الرئيسي في نجاحه هو ايمانه القوي بالله عز وجل وتمسكه بأهداف الدين الحنيف وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وقد أقدم على معركة استعادة مدينة الرياض مع أربعين رجلاً فقط وهو غير هياب ولا وجل ولكن في أعماق قلبه يقيناً بأن الله سيوفقه وينصره. وتابع قطان ، وقد كان طموحه كبيراً وباعثاً وحافزاً ودافعاً للاقدام على تلك الخطوة الجريئة، ولكن كل ذلك كان مصحوباً بتقدير سليم للموقف ورأي صائب وشجاعة يحسد عليها. وأضاف قطان أن التاريخ قد أثبت أنه رغم كل قساوة المعارك التي خاضها الا أنه كان يحمل قلباً رحيماً ولم يكن من الشخصيات المدفوعة بنشوة الثأرأوالانتقام لأنه كان رقيق القلب وشفيقاً ورحيماً ويسعى إلى استعادة دياره ووطنه وملك آبائه وأجداده. وقد اعتمد عبد العزيز بعد استعادة مدينة الرياض عام 1902م منهجاً في بناء المملكة العربية السعودية يقوم على عقيدة التوحيد وشريعة الإسلام ونشر الدعوة الإسلامية وإيجاد البيئة الصالحة وتحقيق الوحدة الإيمانية وخدمة الحرمين الشريفين وإرساء مبدأ الشورى والأخذ بأسباب التقدم والدفاع عن الدين والمقدسات والوطن. كما حرص على ضمان حقوق الإنسان فعلاً وليس قولاً وكان حريصاً على كرامة الإنسان وعدم التمييز في الكرامة والحقوق بسبب العرق أو الجنس أو النسب أو المال كما حرص على وحدة الأسرة وصلابتها والدعوة إلى التعاون بين كافة شعوب العالم على الخير دون النظر إلى جنسية أو دين. وكان حريصاً أيضاً على حرمة الإنسان في عقيدته وحرمة العدوان على المال أو الدم وحصانة البيت لحماية حرية الفرد والتكافل بين أبناء المجتمع، والقضاء على الجهل وتأمين العلاج والسكن وتوفير فرص العمل لكل مواطن ومواطنة وتسخير كل امكانيات الدولة وما أنعم الله به عليها لخدمة ديننا الحنيف ووطننا الغالي. وقال قطان لا شك أن ما حققه الملك رحمه الله يعتبر بكل المقاييس من المعجزات التي لن تتكرر مرة أخرى فقد كان شخصية فذة ونادرة, أجمع كافة المؤرخون على عبقريته وذكائه وسرعة بديهته وشجاعته وإقدامه ومعرفته لمواضع قوته وفهمه الكامل لطبيعة وتقاليد أبناء الجزيرة العربية مما مكنه من توحيدها وصهرها في بوتقة واحدة. وأضاف لقد استطاع ومن بعده أبنائه الملوك " سعود وفيصل وخالد وفهد " يرحمهم الله جميعاً وإلى أن تولى القيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز المحافظة على تماسك هذه الدولة ووحدتها بالتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والمحافظة على العادات والتقاليد الحميدة التي توارثناها جيلاً بعد جيل اضافة إلى سياسة الأبواب المفتوحة أمام كل مواطن ومواطنة لتلمس احتياجاتهم ومعرفة مشاكلهم والعمل على حلها كما أرسى مبدأ الحوار في المجالس المفتوحة مع ولاة الأمر ليرسم أسمى صور الديموقراطية. وفي السياق نفسه استقبل قطان أمس بمقر السفارة السعودية بالقاهرة حسام زعتر أمين رئاسة الجمهورية مندوباً عن المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية لتقديم التهنئة وقدم سعادته خلال الاستقبال تهنئة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي وأعضاء المجلس لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وللشعب السعودي بهذه المناسبة العطرة متمنيا من الله أن يعيده على المملكة وشعبها أعواماً مديدة باليمن والخير والبركات. وأكد خلال استقبال قطان له على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين واستمرار وتواصل التنسيق والتعاون بين البلدين فيما يتعلق بالقضايا العربية والإسلامية والدولية ذات الاهتمام المشترك. من جانبه أعرب الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء في تصريح له على هامش الحفل عن خالص التهاني وأطيب الأمنيات للمملكة قيادة وحكومة وشعباً مؤكداً حرص بلاده على مشاركة المملكة في يومها الوطني متمنياً لها دوام التوفيق والازدهار. وأكد الدكتور شرف على قوة ومتانة العلاقات المصرية السعودية وما يربط شعبي البلدين من علاقات تاريخية أزلية معرباً عن أمله أن تظل تلك العلاقات دائماً على نفس المستوى من الرقي المتحقق حالياً. ونوه بما يمثله البلدان بصفتهما قوتان إستراتيجيتان وركيزتان مهمتان في المنطقة مشيداً بدرجة التفاهم والتنسيق فيما يخص العلاقات ومستشهداً في ذلك بالزيارات المتبادلة بين مسئولي وقيادات البلدين.