المهندس ممدوح حمزة المتظاهرون عباقرة هدم" بتلك الجملة أبدى الدكتور ممدوح حمزة، الاستشاري الهندسي، دهشته من نجاح المتظاهرين من هدم "الجدار العازل" أمام السفارة الإسرائيلية فيما سمي ب"موقعة الشواكيش". حمزة أكد أن الجدار العازل أمام السفارة تم تشييده بنفس طريقة حائط برلين الذي بناه الألمان بعبقرية شديدة عام 1960 لفصل ألمانياالشرقية عن الغربية، وهي طريقة معروفه هندسيا باسم "برلين وول" وتكون فيها الألواح الخرسانية سابقة الصب، هي طريقة تستخدم كحائط صد لأي محاولات تعدي أو لحماية أو عزل كامل لطرف عن آخر لمنع الاحتكاك أو الاعتداء، منوها بأنه من أكثر الحوائط تكلفة مادية. وأوضح حمزة أن المتظاهرين الذين هدموا الجدار عرفوا نقاط الضعف فيه دون معرفة مسبقة أو دراسة هندسية وبحرفية شديدة وهي الضغط بآلات الهدم الحادة علي الاجزاء المترابطة والمتشابكة من الحديد حتي يختل البناء، مؤكدا أنه الجدار من الصعب هدمه. فيما أكد المهندس عماد فهمي، أحد الاستشاريين الهندسيين، أن عدم وضع الأساسات التي يجب ألا تقل عن متر ونصف ساعد بشكل واضح على ضعفه، والمعروف ان السرعة في البناء هي التي ادت الي تلك النتيجة وهي انهياره، على الرغم من أن التكلفه الباهظة له تستلزم عمل أساس عميق حتي يصعب الهدم، إلا ان الخوف من أي محاولة اقتحام أدى إلى التعجل. وأشار فهمي إلى أن طول الجدار الذي تجاوز 100 متر دون دعامات حديدية في الأساسات أحد أسباب انهياره، ولكنه أكد في الوقت نفسه، أنه على الرغم من هذا الخلل في شروط بنائه فإن من الصعب هدمه إلا بتلك العزيمة التي كان عليها المتظاهرين. وكان المتظاهرون المطالبون بطرد السفير الإسرائيلي، استطاعوا هدم الجدار بواسطة "شواكيش" وحبال وعامود نور خلال 3 ساعات، وفى البداية قام المتظاهرون بمحاولة هدم الجدار من بدايته ولكنهم فشلوا، ثم قاموا بضربه من الاسفل وباءت جميع محاولاتهم بالفشل، ثم اقترح أحد المواطنين عليهم أن يقوموا بخلخلة الجدار من الوسط، حتى يسهل تحطيمه، وبالفعل نجحت التجربة. ووجد المتظاهرون أن استخدامهم الشواكيش فقط، غير كاف، فلجأوا إلى اقتلاع احد اعمدة الانارة، وامسكه العشرات منهم، وأخذوا يدفعونه فى اتجاه الجدار، مرة تلو الاخرى، حتى تمت خلخلته، ومن ثم ربطه بالحبال ثم شده حتى تم تحطيمه.