روبرت ميردوخ وابنه جيمس كشفت سو إيكرز، نائبة مساعد مفوض الشرطة البريطاني التي تقود التحقيقات الجنائية في فضيحة التنصت التي أغلقت «نيوز اوف ذي ويرلد»، إن 170 شخصا فقط تلقوا إخطارا رسميا بأنهم كانوا ضحايا في هذه الفضيحة الإعلامية الأكبر على الإطلاق في تاريخ البلاد، رغم ان العدد الحقيقي يبلغ أو يتجاوز 12 ألف اسم ورقم هاتف. وفي غضون هذا أعلن مالك الصحيفة روبرت ميردوخ رفضه المثول أمام لجنة اللجنة البرلمانية للشؤون الداخلية التي تحقق في الأمر. ووفقا لما تناقلته وسائل الإعلام فقد قالت إيكرز أمام هذه اللجنة إن الشرطة جمعت قائمة عن الجهات التي كانت مستهدفة على الأرجح من قبل صحافيي نيوز اوف ذي ويرلد. وتشمل هذه 3 آلاف و870 اسما، و5 آلاف رقم هاتف منزلي، و4 آلاف رقم هاتف محمول. ومع ذلك فلم يخطر غير 170 شخصا بأن أسماءهم أو أرقام هواتفهم مقيّدة على هذه القائمة. ويذكر أن الشرطة جمعت منذ 2006 أكثر من 11 ألف وثيقة تتعلق بأنشطة الصحيفة في مجال التنصت على الهواتف، في ما اسمته «عملية ويتينغ». وهي تقوم الآن بتحميل ما ورد فيها الى خزانة معلومات على الكمبيوتر من أجل الإسراع بالتحقيقات الجنائية في الأمر. ويذكر أيضا أن الشرطة تعرضت لانتقادات من كل جانب لأنها كانت قد أهملت تلك الوثائق الى حد كبير. وقال كبار مسؤولوها إن السبب في هذا يعود الى صرف الموارد على مكافحة الإرهاب ورصد تحركات المشتبه بهم في أعقاب الهجوم على شبكة المواصلات اللندنية في 7 يوليو / تموز 2005. وقتل في هذا الهجوم 56 شخصا بمن فيهم الانتحاريون الأربعة الذين نفذوه، وصار يعرف باسم 7/7 نسبة الى اليوم السابع من الشهر السابع. وقالت إيكرز إنها تعد بتحقيق شامل، مضيفة: «لا أريد أن اضطر للعودة الى هذه اللجنة البرلمانية بعد خمس سنوات متهمة بأنني لم اوف التحقيقات حقها». وأقرت بأن ثقة الجمهور اهتزت في لجنة التحقيق الجنائي السابقة التي جمعت ذلك العدد الهائل من الوثائق (العام 2006) لكنها لم تجد الوقت أو الموارد للاطلاع على تفاصيل ما ورد فيها. وفي آخر تطورات الأحداث رفض روبرت ميردوخ طلبا من لجنة التحقيق البرلمانية الحالية للمثول أمامها الثلاثاء المقبل. ويذكر أن ميردوخ استرالي الأصل ويحمل حاليا الجنسية الأميركية ويحق له - مثل ابنه جيمس رئيس مجلس إدارة «نيوز إنترناشونال» وهي الذراع البريطانية ل«نيوز كوربوريشن» - ألا يُجبر على الظهور أمام اللجنة إذا رفض هذا. والواقع أن اللجنة ليست محكمة ولهذا فلا تستطيع إجبار الشهود على المثول أمامها بقوة القانون. وبينما قال جيمس ميردوخ إنه قد يمثل أمام اللجنة في يوم آخر، أعلنت ريبيكا بروكس - وهي كبيرة المدراء التنفيذيين في «نيوز إنترناشونال» وطالتها مطالبات واسعة النطاق بالاستقالة - إنها توافق من جهتها على الإدلاء بشهادتها أمام اللجنة الثلاثاء. وأوردت الأنباء الأخيرة إعلان الشرطة أنها اعتقلت رجلا ذا صلة بفضيحة التنصت بدون أن تكشف هويته. لكن «بي بي سي» على الأقل قالت إنه نيل واليس، المدير التنفيذي سابقا في نيوز اوف ذي ويرلد. وقد اعتقل صباح الخميس ونقل للتحقيق معه في مركز للشرطة بغرب لندن بتهمة التآمر لاعتراض محادثات هاتفية ورسائل صوتية. ويذكر أن واليس هو الشخص التاسع الذي يُعتقل بشأن التنصت منذ بدء التحقيقات الجديدة في يناير / كانون الثاني الماضي.