أوردت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية تقرير لها من القاهرة وواشنطن أكدت خلاله أن إسرائيل وأنصارها فى أمريكا يشعرون بالقلق عقب إعلان وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون عن وجود اتصالات محدودة بين الولاياتالمتحدة وجماعة الإخوان المسلمين فى مصر. وقالت الصحيفة أن سبب قلق إسرائيل يعود إلى الأيديولوجية التى تحكم جماعة الإخوان والتى تقوم على تأييد المقاومة الفلسطينية المسلحة ضد إسرائيل. وأضافت الجريدة أنه لم يصدر أى تعليق رسمى من إسرائيل على تصريحات كلينتون ولكن المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية قال إننا ندرس أبعاد هذا التصريح ولن نصدر أى تعليق حوله الآن. وإلا أن تسيفى مازيل السفير الإسرائيلى السابق فى القاهرة، قال إن هذا الإعلان بمثابة خطوة من الولاياتالمتحدة لمنح الشرعية الدولية لجماعة الإخوان المسلمين. وقد وصف مازيل جماعة الإخوان بأنها جماعة خطيرة معتبرا أنهم يقدمون وجها معتدلا للعالم بينما الحقيقة أنهم جماعة متطرفة واستطرد قائلا " لاشك عندى أن المسئولين الإسرائيليين متخوفين بشدة من هذه الخطوة حتى ولو لم يعلنوا عن ذلك وأعتقد أن قلقهم سوف يزداد فى المستقبل." وقالت الصحيفة إن الاتصالات لم تنقطع بين أمريكا وجماعة الإخوان حتى فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك ولكن أمريكا كانت تبررها بأنها اتصالات مع أعضاء برلمان مستقلين أو نقابيين ولكن بعد الثورة المصرية وفى الشهور الأخيرة زادت وتوسعت الاتصالات بين الإخوان والأمريكان فى ظل سياسة براجماتية جديدة تسعى لأن يكون لأمريكا وجود فى مصر فى حالة لو تولت هذه الجماعة السلطة يوما ما وأضافت الصحيفة أن الاتصالات تشمل الآن كل الفصائل داخل جماعة الإخوان وليست مقصورة على البرلمانيين السابقين فقط. وقالت الصحيفة أن مسئولى جماعة الإخوان استقبلوا إعلان وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون عن وجود اتصالات معهم بأنه بمثابة اعتراف رسمى من أمريكا بأنهم أصحاب النفوذ الحقيقى فى مصر الآن. وقال محمد البلتاجى عضو برلمان سابق عن الجماعة إن الإخوان يرحبون بهذه الخطوة من أمريكا وإن الولاياتالمتحدة بدأت تقرأ بصورة صحيحة الخريطة السياسية فى مصر الآن. وقد أعتبر الباحث السياسى مصطفى كامل السيد أن هذه الخطوة من جانب أمريكا بمثابة رسالة منها إلى سوريا وليبيا وأنها يمكن أن تتقبل مشاركة جماعة الإخوان المسلمين فى هذين البلدين للسلطة بعد الخلاص من الأنظمة القمعية فيها فى إطار ما يسمى بالخريف العربى.