رد الزعيم الليبي معمر القذافي عملياً على تكهنات صحيفة الجارديان البريطانية واسعة الانتشار التي تكهنت بمقتله مستمده في تحليلها إلى غياب الزعيم الليبي عن جنازه نجله وأحفاده الذين قضوا في غارة جوية لقوات التحالف إضافة إلى احتفاءه التام منذ أخر خطاب متلفز له في باب العزيزية في وسط العاصمة الليبية طرابلس . فقد عرض التليفزيون مشاهد للقاء جمع الزعيم الليبي مع من "أعيان قبائل المنطقة الشرقية" التي تعتبر المعقل الأساسي للثوار ضد نظامه. خلال الاجتماع الذي قيل إنه تم في فندق بطرابلس وقال مقدم التلفزيون الليبي "لقد التقى القائد مع وفد من وجهاء القبائل في الشرق قبل ساعات وهذا يظهر الالتحام بين الشعب وقائده وهم منتصرون بإذن الله". وعرضت الكاميرا ما يشير إلى تاريخ أمس الاربعء ثم بثت لقطات يظهر فيها القذافي وهو يجلس على مقعد مع "الوجهاء" الذين جلسوا مقابله وقال له أحدهم: "دعني أقول شيئًا أيها القائد العزيز.. أقسم بالله أنك ستنتصر". ولكن لم يتأخر رد المجلس الانتقالي سريعاً حيث ظهر بيان لهم أكدوا خلاله أن هذا اللقاء التلفزيوني قديم وأن أحد الوجهاء الذين ظهروا في الاجتماع توفي منذ عام وتحدوا أن يظهر القا وكان غياب للقذافي منذ آخر ظهور علني له قبل ما يقرب من أسبوعين قد أثار تساؤلات حول مصير العقيد الذي يحكم ليبيا منذ أكثر من أربعة عقود وكان آخر ظهور علني للقذافي في 30 أبريل الماضي عندما دعا حلف الأطلسي إلى وقف الهجمات الجوية على بلاده وهو اليوم نفسه الذي استهدفت فيه غارة جوية شنتها مقاتلات الناتو أحد المواقع التابعة للزعيم الليبي في العاصمة طرابلس وهي الغارة التي وصفتها الحكومة الليبية بأنها "محاولة لاغتيال القذافي" أسفرت عن مقتل أصغر أبنائه سيف العرب. وفي أعقاب تلك الغارة قال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم في مؤتمر صحفي عاجل إن القذافي وزوجته كانا موجودين في منزل سيف العرب الذي استهدفه صاروخ أطلقته قوات الناتو إلا أنهما نجيا من القصف وحالتهما "طيبة" مشيرًا إلى أن القصف أسفر أيضًا عن مقتل ثلاثة من أحفاد الزعيم الليبي.