في ليلة رأس السنة الميلادية كانت الأمور تمضي طبيعية وبشائر العام الجديد تعطر الأجواء مما انعكس علي العمل في الدسك المركزي لجريدة المساء. وتوالت الأخبار بالاستعدادات لاستقبال السنة الجديدة. والقرارات الخاصة بتخفيف الأعباء عن المواطنين. وفي خلال فترة قصيرة أوشك العمل علي الانتهاء. لكن فجأة وبالتحديد في الثانية عشرة والنصف جاءت الأخبار من الإسكندرية تحمل أنباء غيرت الصورة الوردية إلي مأساة جعلت القلب ينزف دماً. انفجار سيارة مفخخة أمام كنيسة القديسين. أشلاء الضحايا تناثرت والتصقت بالجدران. الدماء الذكية تملأ الساحة اختلطت دماء المصريين ببعضها. ايد غادرة ارتكبت هذه الجريمة النكراء التي استهدفت المصريين جميعاً. في التو واللحظة انقلبت الأمور وبدت الكآبة علي وجوه كل الزملاء. وظل رئيسي علي اتصال بالزملاء في مكتب الاسكندرية لنقل الأحداث لحظة بلحظة. وجرت ملاحقة التطورات وتحركات الأجهزة الأمنية والتنفيذية لمواجهة العمل الاجرامي وتكاتف الجميع من أجل نقل المصابين للمستشفيات والجثث إلي المشرحة. الدموع أنهار من العيون. والآلام تعتصر القلوب. حزناً علي هؤلاء الضحايا الأبرياء. واستمرت متابعة الأحداث حتي الخامسة والنصف عند مثول الجريدة للطبع. حقيقة.. رغم حرارة المأساة وذلك الجرح الغائر فإن أبناء مصر من أقصاها لأقصاها كانوا علي قلب رجل واحد. وتوحدت الجهود وتلاقت الأفكار حول ضرورة قطع دابر هؤلاء الارهابيين. وضرورة اليقظة لتعقب الخيوط التي تقود إلي هؤلاء المجرمين ومعرفة مدبري هذا العمل الإجرامي ولن تغفل العيون حتي تتكشف الحقائق حول الأيادي الأجنبية التي خططت لضرب استقرارنا.