أدان المثقفون والكتاب الحادث الإجرامي الذي وقع أمام كنيسة مارمرقس بالإسكندرية وأدي إلي مصرع 21 شخصاً واعتبروه إرهاباً موجهاً ضد أمن مصر ومواطينها من المسلمين والمسيحيين. قال فاروق حسني وزير الثقافة ان ما حدث في الإسكندرية مقصود به زعزعة أمن مصر وبث الرعب في قلوب أبنائها دون تفرقة بين مسلم أو مسيحي مؤكداً ان مرتكبي الحادث لا ينتمون إلي أي دين لان الأديان جميعاً تدعو إلي المحبة والتسامح وتجرم قتل الآمنين بغير حق وبالتالي فالدين أي دين برئ من هذه الأفعال الإجرامية. أضاف د. زاهي حواس أمين المجلس الأعلي للآثار ان مرتكبي هذا العمل الإجرامي الدنئ لا يمكن ان يكون مصرياً فالمصري الحقيقي الوطني لا يمكن ان يسعي إلي زعزعة استقرار وطنه ووضع "اسفين" بين مسلميه ومسيحييه الذين يشكلون نسيجاً واحداً. عمل إرهابي أشار د. أحمد نوار إلي ان ما حدث في الإسكندرية من وقوع قتلي مسيحيين ومسلميين يؤكد ان هذا عمل إرهابي بالدرجة الأولي مقصود به ضرب استقرار الوطن ولم يستبعد نوار ان تكون وراء هذا الإرهاب جهات خارجية تتآمر علي مصر ولا تريد لها خيراً. نفي د. أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة ان يكون لدي مرتكبي هذا الفعل الإجرامي أي قدر من الثقافة لأن هذا القدر لو توافر لديهم ما أقدم هؤلاء علي فعلتهم الشنيعة مشيراً إلي ان الهيئة تتبني مشروعاً للوحدة الوطنية في جميع مواقعها بالأقاليم وتم رصد العديد من العلامات الإيجابية في علاقات المسلمين والمسيحيين وهو أمر طبيعي يتماشي مع سماحة مصر واستنارتها وهو ما يجعله يستبعد تماماً فكرة انتماء هذا العمل إلي الدين بل هو ينتمي إلي الإرهاب ويسعي إلي النيل من مصر واستقرارها وأمنها وبث الفرقة بين أبنائها. قال الروائي إبراهيم أصلان انه مندهش لوقوع مثل هذا الحادث الإجرامي الإرهابي في مدينة الإسكندرية تحديداً تلك المدينة التي احتضنت عبر تاريخها العديد من الجنسيات والديانات وتعايش فيها الجميع في محبة وسلام وهو ما يشير إلي ان مرتكبي الحادث غرباء عن هذه المدينة بل وغرباء عن مصر وكلها ولابد ان هناك من يحركهم من الخارج وعلينا ان ننتبه إلي ذلك ونفوت الفرصة علي من يسعون إلي ضرب هذا الوطن في مقتل. استنكر د. جابر عصفور مدير المركز القومي للترجمة الحادث الإرهابي الشنيع مؤكداً انه شعر بالحزن والأسي فور سماع الخبر فمصر الآمنة لم تعرف مثل هذا النوع من العمليات الإرهابية التي يتم فيها تفخيخ السيارات الأمر الذي يؤكد ان الكنيسة لم تكن مقصودة في حد ذاتها بل كانت مصر كلها المقصودة. قال الكاتب بهيج إسماعيل انه في "حالة قرف" مما حدث فالعمل الإرهابي روع الأمنيين وقتل وأصاب من المسلمين والمسيحيين وذلك بغرض إحداث فتنة بالبلد وضرب استقراره داعياً إلي ضرورة نهوض المثقفين بدورهم لردع الفتنة التي يريدها أعداء الوطن والذين لا ينتمون إلي أي دين. أدباء الإسكندرية يستنكرون وفي الإسكندرية أصدرت جمعية الكتاب والأدباء المصرية والعربية بيانا تستنكر فيه الحادث الإجرامي الأثيم وأدانت هذا الاعتداء البشع الذي أصاب قلب الوطن من قلة حاقدة لا تريد لهذا الوطن الاستقرار. طالبت الجمعية جموع المواطنين بالتبرع بالدم للمصابين في مستشفيات الإسكندرية وتوحيد الصف بين أبناء الوطن الواحد لمواجهة أعداء الأمة. طالب الشاعر فؤاد طحان بدور تنويري لمكتبة الإسكندرية يساهم فيه دعم الوحدة الوطنية بين المسيحيين والمسلميين خاصة الشباب حتي لا تتعرض الوحدة الوطنية لأية اهتزازات. ويشير د. فتحي أبوعيانه رئيس جمعية أصدقاء مكتبة الإسكندرية إلي ان الجمعية في عضويتها مسلمين ومسيحيين مثال رائع للوحدة الوطنية والجميع يسعون لرفقة مكتبة الإسكندرية التي هي إنجاز مصري نفخر به جميعا أمام العالم وبالتأكيد ستكون هناك لقاءات يدعي إليها علماء من المسيحيين والمسلمين من أجل ترابطهم أكثر وأكثر. ويؤكد د. إسماعيل حلمي رئيس جمعية كتاب الأدباء المصرية والعربية علي ان مكتبة الإسكندرية هي شكل من أشكال الرقي في مصر ولابد لكل من يعمل في المجال الأدبي أو الفكري أو الثقافي أوالتعليمي ان يكون له دور تنويري.