أحد الأسباب التي تجعل الإنسان يتمسك بالحياة هو الأمل.. بدونه قد يصاب بالاكتئاب الذي يعتبر أخطر من الأمراض العضوية قد يكون لديك ألف مشكلة ومشكلة ولكنك تعيش علي أمل حلها مشكلة بعد الأخري. من هنا نستقبل العام الجديد إن شاء الله بالأمل.. لا نأمل في تغيير الحكومة مثلاً. فربما تكون هذه الحكومة أفضل من القادمة.. علي الأقل عرفناها وخبرناها وعرفنا سر قوتها وضعفها.. لكننا نأمل أن تعيد صياغة سياستها فتكثر من العمل وتقل من الكلام والتصريحات. تسألني: لماذا؟! فأجيبك.. لو صدقنا كل تصريحات الوزراء وكبار المسئولين لكانت مصر والمصريون الآن يرفلون في بحبوحة من العيش. لا تنغص حياتهم المشاكل والأزمات.. ولا يخرجون إلي الشارع في مظاهرات.. ولا يشكون مر الشكوي من الأسعار وسوء الخدمات. العام الماضي لم يكن كبيسا بعدد أيامه.. لكنه كان كبيسا بكثرة ما عاناه الناس في حياتهم.. لا أريد أن استعيد أو اعيد إلي الذاكرة تفاصيل هذه المعاناة حتي لا نغرق في الهموم ولكننا نريد أن نفتح طاقة أمل تجعل الناس يقبلون علي الحياة غير يائسين.. فلا يأس مع الحياة.. ولا حياة مع اليأس. نريد من رجال الأعمال الوزراء في هذه الحكومة أن ينسوا أو علي الأقل يتناسوا مصالحهم الشخصية ولو مؤقتاً.. ويهتموا أو يقدموا مصالح المواطنين علي مصالحهم.. نريدهم أن يجاملوا مصر الوطن والشعب لا أن يجاملوا أقاربهم أو أصدقاءهم.. نريدهم أن يكتفوا بما حققوه من ثروات حتي ولو كانت بطريق الحلال وأن يتذكروا أن كل إنسان علي ظهر البسيطة مفارق مهما طال به العمر. نريد من وزراء الخدمات أن يخرجونا من مستنقع المشاكل التي نغوص فيها منذ زمن بعيد.. نريد تعليما أفضل.. ومدرسة نظيفة.. وتراجعا في الدروس الخصوصية.. وكثافة أقل في الفصول. نريد اهتماما بالصحة العامة للمواطن.. فلا خيار أمام المريض في النظام الصحي القائم إلا الموت أو الموت.. نحن أكثر الشعوب تعرضا للأمراض الخطيرة.. السكر.. الضغط.. السرطان.. القلب.. الكبد.. الكلي!! فلا وقاية ولا علاج!! نريد رغيف خبز يصلح للاستهلاك الآدمي بسعر مناسب.. ولن يتم لنا ذلك إلا بسياسة رشيدة تمنع المتاجرة بالدقيق المدعوم في السوق السوداء.. نريد سياسة زراعية توائم بين الاستهلاك المحلي والتصدير الخارجي.. نريد توفير البذور المنتقاة للزراعة.. وتوفير الأسمدة.. وتوفير مياه الري للأراضي الجديدة التي تكلفت أموالا طائلة في الاستصلاح ثم حرمناها من المياه. الصناعة في بلادنا تتراجع.. المستورد طغي عليها.. حتي أصبح الصناع يتآمرون علي أنفسهم ويشجعون تهريب المستورد بعد أن ذاقوا حلاوة المكاسب الضخمة من التهريب. لو أردت أن أحصي امنياتنا للخروج مما نعانيه من أزماتنا ومشاكلنا ما استطعت.. ولكننا نرجو الحكومة بكل وزرائها أن تراعي الله فينا. وأن تراعي حق الوطن عليهم.. وأن تراعي حقوق المواطنين اليائسين.. فقد بلغ السيل الزبي.. وأكاد أقول: لقد نفد الصبر. وليس أمامنا إلا أن ندعو الله أن يجعل 2011 عاماً سعيداً علينا وعلي الحكومة. آخر المقال: إلي حكومة الدكتور أحمد نظيف: بلغ عدد المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر 16 مليونا و300 ألف مواطن!! الاحصاء عن عام 20082009 ومن تقرير أعده مركز العقد الاجتماعي بمجلس الوزراء بالتعاون مع المركز القومي لحقوق الطفل!!