أصحاب التوك توك نظموا أمس وقفة احتجاجية أمام ديوان محافظة القاهرة بميدان عابدين احتجاجاً علي مصادرة واحتجاز مئات التكاتك التي ضبطتها المحافظة في شوارع عاصمة المعز. أهي بجاحة من أصحاب التوك توك أن ينظموا هذه الوقفة الاحتجاجية "موضة كل منفلت ومخالف وغير شرعي" أم أن الوقفة تأتي في إطار "الفوضي الخلاقة" التي ينادي بها مستر برادعي وجمعيته وصبيانه في الحركات الحنجورية؟ رأيي الشخصي أن الوقفة الاحتجاجية تعني الاثنين معاً لأنهما يكملان بعضهما بعضا.. فلا فوضي بدون بجاحة. والبجاحة يعقبها بالتبعية فوضي. *** كلنا يعلم جيداً أن التوك توك إذا كان قد سمح به ب "لي الذراع" في القري فأنه ممنوع في معظم المدن.. فما بالك إذا كانت هذه المدينة هي القاهرة.. عاصمة الدولة؟ ولا أحد إلا ويعرف ان د. عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة يرفض تماماً إصدار تراخيص للتكاتك بل قالها بالفم المليان : "علي جثتي".. وأصدر قراراً بمنع سير التوك توك في شوارع المحافظة وسحب أي منها ومصادرته فوراً. مع ذلك.. تجاهل أصحاب التوك توك القرار واستخدموه عيني عينك في المقطم والمطرية وعين شمس ودار السلام والزاوية الحمراء وباب الشعرية والبساتين وغيرها.. وكأنهم أصبحوا دولة داخل الدولة معتقدين أن أحداً لن يحاسبهم ويوقف إنفلاتهم وتحديهم للقانون. وعندما تم سحب ومصادرة مئات التكاتك التي تسير في شوارع العاصمة مثل "الصراصير" أو "البراغيث" وبدون لوحات ويقودها في الغالب صبية ومسجلون خطر.. استخدموا اسلوب "البلطجة" وتوجهوا إلي مبني المحافظة لتخويف المحافظ وفاتهم ان د. وزير رجل قانون في المقام الأول وشخصية قوية ومحترمة ولن يخشي "حناجرهم" ولا وقفاتهم ولا حتي اعتصامهم أو إضرابهم عن الطعام أن أرادوا. وحينما خاب مسعاهم.. فكروا في حيلة أخري لاسترداد "براغيثهم".. ادعوا أنهم يريدون استردادها لترخيصها في محافظات أخري. بالطبع.. فإن كل همهم هو استلام التكاتك المسحوبة ثم ينتهي بهم المطاف إلي إعادة السير بها مرة أخري في شوارع القاهرة.. فمن المستحيل أن يقوموا بتسييرها في محافظات أخري وهم اغراب عنها.. فأصحاب التكاتك هناك لن يسمحوا لهم بذلك.. وإذا كانوا جادين فلماذا لم يفعلوا ذلك من البداية؟! *** أتمني من كل قلبي ألا يفرج المحافظ عن هذه التكاتك.. فهي وسيلة مواصلات غير آمنة وفي نفس الوقت خطيرة كما أن سائقيها غالباً لا يجيدون القيادة وهذه المركبات تشوه الوجه الحضاري للقاهرة امام الزائرين والسياح.. وأولاً وأخيراً أنها وسيلة غير قانونية.. ولابد أن نعلم الناس كيف يحترمون القانون.. بالذوق وبالقانون. وأقول للدكتور وزير.. تمسك بموقفك.. فمثل هذه الوقفات وحتي لو زادت وانضم إليهم باقي الحنجوريين ما هي إلا زوبعة في فنجان.. وليضربوا رءوسهم في الهرم الأكبر. تأكد أننا وجميع المحبين للقاهرة معك.. والله معنا جميعاً.