عندما سمعت صوتها القوي العذب يقرأ القرآن ثم الشعر أدركت مدي أهمية هذا المركز الثقافي الفريد في رعاية الموهوبين من أبناء الصعيد وبناء شخصيتهم وصقلها بالثقافة والمهارات التي تؤهلهم لأن يصبحوا شبابا ناجحين مختلفين تماما عما تخرجه المدارس والجامعات.. كانت طفلة لا تتجاوز الحادية عشرة من عمرها واحدة ضمن مئات الأطفال والشباب الذين يقصدون المركز وينخرطون تحت أنشطته. مركز أحمد بهاء الدين الثقافي الذي تولت إنشاءه جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بقرية الكاتب الكبير كان يبدو شامخا بأدواره الخمسة كمنارة تخدم أبناء القرية والقري المجاورة.. تكلفة إنشاء المركز بلغت نحو 7 ملايين جنيه تكفل بها أصدقاء الكاتب الكبير من مختلف الأقطار العربية وكم كانت لفتة طيبة من بعضهم حضور حفل الافتتاح حيث كانوا يلتفون حول نجل الكاتب الكبير الدكتور زياد بهاء الدين رئيس هيئة الرقابة المالية وابنته ليلي الدبلوماسية بوزارة الخارجية فضلا عن السيدة ديزي بهاء الدين حرم الكاتب الكبير ورئيسة مجلس إدارة الجمعية. جاءوا من الكويت والجزائر وفلسطين والإمارات إلي جانب كوكبة من كبار كتاب وأدباء مصر ليشاركوا أهل "الدوير" فرحة افتتاح المركز الذي انتظروه طويلا والذي سيكون مصدر إشعاع ثقافي وتعليمي لهم ولأبنائهم.. فالمركز الذي يمتد علي مساحة 360 مترا ويرتفع لخمسة طوابق يشمل 15 قاعة متعددة الأغراض من بينها معمل للغات والكمبيوتر لاكساب شباب القرية مهارات عملية تلائم سوق العمل وفصل لمحو الأمية وآخر لتعليم القرآن الكريم وورش فنون تشكيلية ومسارح للكبار وآخر للعرائس وسينما و4 مكتبات عامة ومتخصصة للكبار والأطفال تشمل مكتبة الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين التي تضم نحو 20 ألف كتاب في مختلف المجالات إلي جانب مكتبة متخصصة عن القضية الفلسطينية تضم نحو 16 ألف كتاب وتعكس هذه المكتبة اهتمام الكاتب الكبير بالقضايا العربية وفي القلب منها قضية فلسطين. بعد انتهاء مراسم الافتتاح التي شارك فيها محافظ أسيوط اللواء نبيل العزبي وعندما بدأت مراسم احتفال آخر ينتظره 95 من أبناء القرية الفائزين في المسابقة الثقافية التي تجريها الجمعية منذ 5 سنوات كان الدكتور زياد بهاء الدين يبحث بعينيه عن كل فائز وكأنه يحفظ ملامحهم جميعا وربما كان "بهاء الدين" الابن يعرفهم بالفعل من خلال الزيارات الكثيرة التي يقوم بها للقرية للاحتفال بالفائزين كل عام ولمتابعة خطوات إنشاء المركز. جمهور أحمد بهاء الدين لم يعد يقتصر فقط علي الذين عايشوه أو قرأوا مقالاته وكتبه لكن جمهوره امتد ليشمل أجيال الأطفال والشباب الذين سوف يستفيدون من منارته الجديدة بالصعيد.