كانت المعديات وسيلة لعبور المشاة خاصة بالمناطق التي تطل علي ترعة قنال المحمودية فهي تنقل الأفراد بين ضفتي الترعة مقابل أجر رمزي لا يتعدي ال 10 قروش للفرد وتعتبر المعدية هي الجهة الوحيدة التي تتعامل بهذه الفئة النقدية.. إلي أن تغير الحال وظهرت الكباري المجانية والتي أقامتها المحافظة لكي تصبح من احدي المنافع العامة وبرغم ظهور تلك الكباري التي أثرت علي دخل المعدية إلا أن هناك بعض الأفراد مازالوا يفضلون العبور من خلالها. "المساء" قابلت أصحاب هذه المعديات لمعرفة أهم المشكلات التي تواجههم.. في البداية يقول محمد مصطفي 62 سنة صاحب احدي المعديات: أقوم بتأجير هذه المعدية من خلال مزاد علني تقيمه الهيئة العامة للطرق والنقل والكباري وتكون مدة العقد ثلاث سنوات بمقابل مادي يصل إلي 2750 جنيها في العام بالإضافة إلي مصاريف أخري مثل "تأمينات وقيمة الكهرباء وإيجار مرسي عمالة" فضلا عن الصيانة الدورية للمعدية.. مشيراً إلي أنه ورث هذه المهنة من والده وأجداده. أوضح مصطفي أن المعدية كانت في الزمن الماضي هي الوسيلة الوحيدة لعبور المشاة عبر جانبي ترعة المحمودية لكن حالياً تغير الحال بعد ظهور الكباري الحديدية التي أقامتها المحافظة كمنفعة عامة وأصبحت تنافس الدخل الضئيل الذي لا يتعدي ال 10قروش كرسم عبور للفرد بواسطة المعدية. ويضيف ربيع فرج الله ويعمل محصلاً بالمعدية نحن الجهة الوحيدة التي تتعامل حتي الآن بالعملة فئة "10 5" قروش مشيراً إلي أن أغلب الركاب من كبار السن ويرجع هذا إلي سهولة تنقلهم من خلال المعدية لأنها تكون علي مستوي واحد من ضفتي الترعة علي عكس الارتفاع المبالغ فيه بالكباري التي أنشئت حديثاً بطول ترعة المحمودية مشيراً إلي أن كباري المشاة مجانية أثرت علي الدخل اليومي للمعدية. ويشكو سيد فتح الله بالمعاش ويسكن بمنطقة الحضرة التي تطل علي ترعة المحمودية من كثرة القمامة التي تطفو علي سطح الترعة بالاضافة الي الحيوانات النافقة التي تكثر فيها من الكلام وغيرها موضحا أنه قام بارسال مجموعة من الشكاوي الي الجهات المعنية دون رد ومازال الوضع كما هو وتعاني ترعة قنال المحمودية من الاهمال وتتوجع لما وصلت إليه. ويقول حمدي عبدالرحمن طالب أذهب لزيارة جدتي بشكل مستمر مما اضطرني بعض الاحيان للمرور علي شارع قنال المحمودية في أوقات متأخرة ليلاً فأفضل العبور من خلال المعدية حيث إنها تعتبر وسيلة سهلة ومريحة وآمنة علي عكس الكوبري الذي نجده مظلماً في الليل وأحياناً يكثر عليه شباب يتعاطي المخدرات مما يجعله غير آمن للمشاة ولهذا أفضل المعدية لكونها تعمل بشكل آمن من خلال موظفيها ليلاً ونهاراً وفي نفس الوقت فإن رسم العبور ليس مبالغاً فيه ولا يتعدي ال 10 قروش بالإضافة إلي أنه يكون أسهل في العبور من الكباري التي تتطلب الصعود لدرجات السلم للوصول إليها.