سيبقي يوم السبت 2 يونيو عام 2012 وبالتحديد الساعة العاشرة صباحاً في ذاكرة المصريين بل والعالم أجمع لابد الدهر فيما تم الحكم علي أول زعيم عربي وأفريقي بالسجن المؤبد مع وزير داخليته فيما عرف بمحاكمة القرن. أما أحداث الجلسة التاريخية فقد شهدت تواجداً أمنياً غير مسبوق سواء داخل القاعة أو خارجها ومشادات وتبادل للسباب بين أهالي ومحاميي الشهداء والمتهمين وبعض أهاليهم وايضا واقعة اعتداء علي أحد الصحفيين داخل قاعة المحاكمة قبل انتهاء الحكم بلحظات. تجمع أكثر من 500 صحفي وإعلامي بالاضافة إلي 77 من طاقم التليفزيون المصري الذين نقلوا الحدث الأعظم علي الهواء مباشرة منذ الساعة السابعة صباحاً وحتي الساعة الحادية عشرة والنصف ظهراً. ثم تفتيش ذاتي لحاملي تصاريح دخول المحاكمة ومرورهم عبر 3 بوابات اليكترونية للكشف عن أي معدن.. استمرت حالة الترقب والتوقعات بين الحضور فعلي جانب المدعين بالحق المدني كان سامح عاشور وسمير صبري وخالد أبوبكر أبرز الموجودين بينما حضر عن المتهمين د. نبيل مدحت سالم ومحمد الجندي وعصام البطاوي ومحمد حافظ وجلس كل منهم في جانب ويفصل بينهم قوات أفراد الأمن المركزي. كان أبرز الفعاليات هو غياب المحامي فريد الديب مدافع الرئيس السابق وحضر عنه مصطفي أحمد وبسؤاله قال ان الديب لا تسمح حالته بالحضور. الكل في حالة ترقب وقاعة المحاكمة تكتظ بالحضور سواء من الإعلام والمحامين وأهالي الشهداء وايضا رجال الشرطة وعلي رأسهم اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة السابق وأحمد عبدالله حكمدار العاصمة ليشرفوا علي الإجراءات الأمنية داخل القاعة. تراصت عشرات من رجال الشرطة أمام قفص الاتهام خوفاً علي حياة المتهمين وعلي رأسهم مبارك وايضا تراصوا أمام وخلف منصة هيئة المحكمة كإجراء أمني وقائي. الكل في حالة ترقب وتوقع وانتظار منذ الثامنة صباحاً والتي امتلأت فيها القاعة تقريباً وحتي الساعة العاشرة. قبل خروج المحكمة بلحظات دخل المتهمون وكان أولهم الشاعر الذي بدأ عليه الإعياء والشحوب ثم العادلي الذي حاول ان يكون متماسكا وتلاه الفرماوي والمراسي اللذين حضرا بالزي المدني ثم فايد ورمزي وعبدالرحمن وكانت عيونهم ذائغة مرتعدة خوفاً من المجهول الذي ينتظرهم. أما جمال مبارك فقط ظهر وكأنه في السبعين من عمره وظهر هزيلاً مكتئباً بينما بدا علاء مبارك متماسكاً غير شقيقه وحضر مبارك بالنظارة وزي أقرب للزي العسكري علي سريره. النطق بالحكم الساعة دقت العاشرة صباحاً ومعها دخلت هيئة المحكمة التي حذرت الجميع من المقاطعة وطالبتهم بالصمت حتي آخر الجلسة مؤكدة انها ستستخدم الحزم والقانون في مواجهة الخارجين. عقب النطق بالحكم علي مبارك والعادلي هلل بعض المدعين مدنياً وظهرت عليهم حالة فرح شديدة وسرعان ما تحولت إلي ثورة غضب شديدة عقب النطق بالحكم ببراءة باقي المتهمين وقاطع الحاضرون المحكمة وهتفوا شعارات "الشعب يريد تطهير القضاء" و"القضاء المصري باطل.. باطل". رفع المحاميان سيد حامد وسمير صبحي صورا للشهداء في مواجهة المتهمين ومحاموهم وأهاليهم مما أثار البعض منهم قبل النطق بالحكم. أكد عبدالفتاح حامد أحد المدعين مدنياً ان الحكم شابه العديد من التناقضات ومآله إلي النقض لامحالة ويحمل في طياته أسباب نقضه متعجباً من براءة مساعدي الوزير السابق من التهم المنسوبة إليهم. قبل دخول هيئة المحكمة تأثراً بالهتافات ضدها من أهالي الشهداء والمدعين مدنياً حاول أحد الصحفيين الانتقال من مكان لآخر من فوق مقاعد القاعة فاعترضه أحد ضباط الشرطة ودارت بينهما مشادة تطورت إلي مشاجرة حامية اعتدي فيها علي الصحفي مما اثار غضب جموع الصحفيين خاصة بعد إصابة الصحفي بحالة إغماء لمدة 10 دقائق تقريباً ومزقت ملابسه وتم تحرير مذكرة وتقديمها لرئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت وتم تحرير محضر بالواقعة بعد إسعاف الزميل والكشف عليه. عقب الحكم قام عدلي فايد برفع يده إلي محاميه وقدم التحية له بينما سارع جمال وعلاء بنقل والدهما خارج قفص الاتهام وحالة من الحزن الشديد تكسو وجههما رغم براءتهما. غطت النظارة السوداء التي ارتداها الرئيس السابق ملامح وجهه تماماً. بينما بدا العادلي في حالة ذهول وظل في مكانه مطأطأ الرأس داخل قفص الاتهام ويتمتم بطريقة لا ارادية عقب النطق بالحكم ولم يخرج إلا آخر المتهمين من القفص في حالة ذهول تام.