نجوم عالم التدريب في كل مكان وزمان كانت لهم بصمات واضحة علي مدار العصور المختلفة وكان هناك أصحاب الاسماء الرنانة الذين كانوا يقودون فرق الناشئين في الأندية المختلفة.. علي سبيل المثال كان الراحل العظيم أبو الأشباب الكابتن مصطفي حسين علامة بارزة من علامات تدريب الناشئين بالنادي الأهلي وأعتقد ان معظم نجوم أواخر الستينيات والسبعينيات والثمانينيات في النادي الأهلي كانوا من اكتشاف هذا العبقري صاحب العين الخبيرة الذي كان يجوب الميادين لمشاهدة رباعيات الكرة الشراب خاصة في الدورات الرمضانية..كما أنه كان متابعاً جيداً لمباريات دوري المدارس من الابتدائي حتي الثانوي.. وعندما كانت تقع أنظاره علي لاعب علي الفور يتم ضمه لصفوف النادي الأهلي والكابتن الراحل مصطفي حسين كان من العلامات البارزة في قطاعات الناشئين بل انفرد أيضاً بأهم شئ وهو اتباع نظام الكشافين في مختلف الأحياء والمحافظات والكشاف كان لا يتقاضي أية مبالغ مالية بل كان يفرح باستخراج كارنية للمواصلات أو الحصول علي أطقم ملابس يقوم بتوزيعها علي بعض الشباب في المناطق الشعبية وأذكر اسماء الكشافين الرنانة أمثال متولي سليم ورشاد ومحمد ماكيملان وشاكر عبادة وسعيد مرسي وكانوا أصحاب خبرة فنية عالية في اكتشاف النجوم..والأدهي من ذلك أيضاً أنهم كانوا يعرفون اللاعب الذي يقوم بتزوير شهادة الميلاد حيث يذهبون الي المدارس قبل قيد أي لاعب حتي يطمئنوا تماماً بأن جميع مستندات اللاعب سليمة..كانوا يعشقون العمل بروح معنوية عالية وللأسف الشديد اختفي الكشافون هذه الأيام واختفت قطاعات الناشئين وأندية قليلة تهتم بهذا القطاع الحيوي ألف رحمة علي روح الكابتن أبو الأشبال صاحب التاريخ الكبير مصطفي حسين. وهناك أيضاً ابن النوبة الكابتن علي شرف صاحب التاريخ الكبير في دنيا الناشئين.. مدرسة كروية في اكتشاف المواهب صاحب نظرة ثاقبة عندما يقول هذا اللاعب وهو لم يبلغ ال16 عاماً انه سيكون نجم المستقبل لا يخيب ظنه اطلاقاً ومعظم نجوم الزمالك لجيل الستينيات والسبعينيات اكتشفهم علي شرف بل قام بتدريبهم تماماً أمثال الجوهري الكبير والصغير وعابد بليه ومحمد توفيق وكل النجوم الذين تألقوا في نادي الزمالك. وعلي شرف كان مدرسة كبيرة في قطاعات الناشئين وصاحب شهرة كبيرة في هذا المجال. أما نادي الترسانة كان هناك أكثر من مدرب يقود قطاع الناشئين أمثال الراحلين الكابتن زكريا مظلوم والكابتن الطيب محمد والكابتن حنفي إبراهيم وحنفي شعراوي علامات بارزة في قطاعات الناشئين اكتشفوا المواهب وكانوا يتقاضون الملاليم بل أغلبهم كانوا من العاملين بورش الترسانة واتذكر ان المرتبات في نادي الترسانة لقطاعات الناشئين كانت نقداً من 8 إلي 18جنيها شهرياً ورغم ذلك لم يتقدم أي فرد بشكوي.. كانوا راضين تماماً بما قسم المولي عز وجل لهم..والآن قطاعات الناشئين تنتظر كل عام ما يسمي بالمدارس الخاصة وهي المنتشرة في الأندية والله يرحم أيام زمان.