كلمة الحنطور تطلق علي العربة التي يجرها الحصان والتي كانت تستخدم كوسيلة للمواصلات في الماضي خاصة للأغنياء.. ومع مرور الزمن ظهر لنا وسيلة مواصلات أخري تشابه الحنطور وتسمي الكاريته وهي عبارة عن عربة حديدية ويجرها الحصان ويكثر استخدامها في المناطق الشعبية وغير الممهدة التي يصعب وصول التاكسي إليها. وتنتشر الكاريته في مختلف الأحياء السكندرية ولها مواقف ثابتة كموقف المعهد الديني بالعصافرة "أبوخروف والتحرير" وموقف الزهور بمنطقة الحضرة الجديدة وتختلف أعمار سائقي الكاريته ما بين الطفل الذي لا يتجاوز عمره ال10 سنوات والكهل الذي يتجاوز عمره ال60 عاما ومعظم الأسر الفقيرة تستخدم الكاريته في حفلات الأفراح والزفاف وهي بديل للتوك توك في المناطق المحظور سيره بها. يقول أحمد إبراهيم 38 سنة رئيس موقف الكاريتة بالحضرة الجديدة إنه يعمل بهذا الموقف منذ 20 عاما مشيرا إلي أن الموقف يحتوي علي أكثر من 50 عربة تختلف أعمار سائقيها وأن عمله يتطلب التدخل لحل المشاجرات بين الأفراد داخل الموقف سواء بين الزبائن والسائقين أو السائقين وبعضهم بالإضافة إلي تنظيم أدوار السائقين لتحميل الركاب ولتفادي المشكلات التي تحدث لعدم الالتزام بالأدوار مضيفا أن حمولة عربة الكاريته الواحدة تصل إلي 10 أفراد وتكون أجرة كل فرد 50 قرشا من موقف الزهور علي ترعة المحمودية وحتي نهاية شارع الزهور بالطريق السريع. أشار إلي أن هناك بعض الزبائن يطلبون عربة "مخصوص" لتوصيله مقابل خمسة جنيهات. ويشكو إبراهيم من كثرة المشكلات التي يواجهها سائقو الموقف ومنها احتجاز العربة والحصان بالحضانة.. حيث يتم دفع كفالة للحصان تصل إلي ألف جنيه وحجز السيارات وبيعها في مزاد موضحا أن هذه العملية متكررة وتصل إلي احتكاز أكثر من 20 عربة شهريا ويتضرر أصحابها ويلجأون للاستدانة لاستخراجها خاصة أن أصحاب الكاريتات بالموقف لا يجيدون مهنة أخري للتعيش منها. ويضيف عبدالحليم أحمد عبدالله وشهرته صلاح حميدون صاحب كاريته 55 سنة لا أجيد مهنة سوي قيادة الكاريته ولدي 7 أولاد وجميعهم بالمراحل الدراسية المختلفة مشيرا إلي أن من المشكلات التي تواجهه الزحام الذي يوجد علي جانبي شارع الزهور نتيجة للأسواق العشوائية التي تنتشر به بالإضافة إلي قيام بعض الأشخاص بالتسلق علي العربة من الخلف دون دفع الأجرة موضحا أن سعر الكاريته يختلف من نوع إلي آخر من حيث الشكل والمتانة بالإضافة إلي قوة الحصان وقد يصل سعر الكاريته من 3 آلاف وحتي 10 آلاف جنيه. ويؤكد حلمي عاطف 22 سنة سائق كاريته أن مهنته تساعده علي مواجهة تكاليف الحياة الصعبة حيث يقوم بالانفاق علي أسرته التي تتكون من والدته المسنة وأخواته البنات بالإضافة إلي تكاليف مصاريف ابيه السجين مشيرا إلي أنه يحمل شهادة إعاقة بأحد ساقيه ولا يمكنه العمل بأي مهنة أخري سوي قيادة عربة الكاريته. ويضيف أحمد إبراهيم وشهرته أحمد قباشة 27 سنة إنه متزوج ولديه طفلة تحتاج إلي الكثير من المصاريف ولذلك يقوم بالعمل علي كاريتة لأنها الوظيفة الوحيدة التي تناسبه لعدم حصوله علي شهادات دراسية أو تعلمه مهنة أخري موضحا أن الحصان يتكلف مصاريف كثيرة منها إطعامه والاعتناء به وتتراوح مصاريف الحصان الواحد يوميا ما بين ال25 وحتي ال30 جنيها.