احنا مأساة شعب بيعملوا فينا كده ليه- بيتاجروا فينا ليه وعشان ايه بهذه الكلمات لخص مئات المصريين العائدين من ليبيا أثناء الثورة علي القذافي مأساتهم أمام السفارة الليبية بالقاهرة والتي دخلت أسبوعها الثالث.. يصرخون ويناشدون المسئولين بوزارة الخارجية والقوي العاملة حلا لمشكلاتهم ولكن.. لا حياة لمن تنادي. المأساة عمرها أكثر من 3 أشهر وبدأت عندما حاول المحتجون رحلة البحث عن لقمة العيش فهم لا يملكون قوت يومهم واعتادوا السفر إلي الجماهيرية الليبية أملا في حياة أفضل افتقدوها في وطنهم فاذا سفارة ليبيا تغلق أبوابها أمامهم واذا بمصر تصم آذانها عن آهاتهم.. قال المحتجون انهم غادروا ليبيا عائدين إلي القاهرة اثناء المعارك الدامية التي اندلعت بين الثوار الليبيين والعقيد معمر القذافي ونظامه مما اضرهم للفرار واللجوء إلي مصر هربا من بطش النظام السابق بقيادة القذافي وعندما جاءوا كانت اقامة معظهم قد انتهت فحاولوا الحصول علي تأشيرة للدخول مرة أخري إلي الأراضي الليبية الا ان هذا الحلم سرعان ما تبخر وأصبح سرابا بعد اكثر من أسبوعين كاملين ما بين الخارجية المصرية والقوي العاملة وانتهي بهم المطاف للاعتصام امام السفارة الليبية بالزمالك لحين تحقيق مطالبهم. قال انه امام تعنت واهمال المسئولين لنا فليس أمامنا سوي الصبر حتي الأحد القادم والا سنحرق السفارة اذا لم يتم عمل تأشيرات أو جوازات السفر. "فالمساء" تدق ناقوس الخطر وتناشد جميع المسئولين لأن هؤلاء الشباب قبل ان تقع مأساة جديدة تزهق فيها مزيدا من الأرواح. يقول فرج عبدالحميد أحمد "الفيوم طامية" ان أوراقه كلها سليمة وكاملة ولكن السفارة ترفص استلامها وقد طلبوا مبلغ 800 جنيه للحصول علي تأشيرة بينما التأشيرة ب 100 جنيه فقط وأنا فقير علي باب الله ولا أملك جنيها واحدا هل أبيع أولادي وزوجتي؟! تساءل مدحت فخري "المنيا" قائلا أين وزير الخارجية وأين المسئولين كنت أعمل في ليبيا وعندما قامت الثورة ضد نظام العقيد القذافي اضطررنا جميعا إلي الهرب لمصر وأخذوا مني هناك أكثر من 35 ألف دولار كل ما أملك والآن أريد العودة إلي ليبيا حيث عملي ولكن للأسف اقامتي انتهت ولا أريد سوي تأشيرة ولكن السفارة تماطل ولا تريد استخراج تأشيرة لأحد وكأن هناك تعليمات مشددة بعدم سفر مصريين إلي الجماهيرية الليبية فهل هذا معقول؟! يقول عطية جاسم حسن "37 سنة" لقد ذهبنا الي الخارجية وتركنا صور البرقيات الخاصة بعقود العمل لنا بالجماهيرية وقالوا لنا سننظر في الأمر والآن مر أكثر من 20 يوما دون جدوي. قال الحاج علي الجزار أملك عقد عمل وأوراقي كلها سليمة ولكنهم يرفضون منحي تأشيرة ولا يوجد أي مسئول يسمعنا أو يستجيب الي صرخاتنا فلا نريد سوي السفر للعمل والحصول علي لقمة العيش ورفض وصفهم بالبلطجية قائلا: الذي يصفنا بالبلطجية نحن أشرف منه. يقول حسن عبدالمنعم "الشرقية" كنت في ليبيا وعندما قامت الثورة هناك عدنا إلي مصر. وبعد فترة أعطيت جواز سفري لمكتب منذ أكتوبر الماضي فاذا به يراوغ ويماطل الي ان قال ان الأوراق في السفارة ولا نجد من يحدثنا أويرد علينا. يقول محمود محمد العرب "سوهاج" نحن مأساة شعب ومش عارفين بيعملوا فينا كده ليه ويتاجروا فينا ليه المشكلة ان السفارة الليبية وللأسف تضطر للجوء الي وسطاء ليبيين يحصلون منا علي 1000 جنيه للفرد. يقول عبدالفتاح محمد عبدالفتاح "مركز منيا القمح قرية الخرز": حوازي بالسفارة منذ 70 يوما وانا بدون عمل وصرفت خلال هذه الأيام 6 آلاف جنيه وانا لا أطلب شيئا سوي جوازي القديم فأنا خسرت 12 ألف جنيه ليبي وقالوا لنا هيصرفوا تعويض من القوي العاملة ولكننا فقدنا الأمل في الحصول علي أي شئ لأنهم قالوا في البداية ان كل محافظة مسئولة عن تعويض مواطنيها. فذهبنا الي القوي العاملة بعد 9 أشهر من الذهاب لمكتب العمل طلبوا الختم الأحمر والجواز موجود منذ أكثر من شهرين وحتي الآن لم أحصل علي تأشيرة أو تعويض أو حتي الجواز بدون تأشيرة. يقول د. عبدالرافع عبدالغني وهبة أستاذ بجامعة الجبل الغربي انه كان في ليبيا منذ عامين وله مستحقات تقدر بأكثر من 30 ألف جنيه ويسعي للحصول علي مستحقاته. يوضح اسماعيل خليفة "28 سنة" نجار انه اضطر للعودة من ليبيا أثناء الثورة بسبب المجازر التي كانت هناك ويريد العودة إلي العمل مرة أخري. يشدد أبوبكر فايد السيد علي ان كل أوراقه سليمة ومنتهية منذ شهر ونصف ولا يريد استلام أي أوراق. قال العارف بن العارف "قنا": ذهبنا إلي الخارجية وانتظرنا 4 ساعات كاملة نناشد المسئولين ولم يرد علينا أحد ولا نريد سوي نظرة من المسئولين بالخارجية. يقول الدسوقي مجاهد القزاز "دمياط" منذ شهر وأنا علي الرصيف أمام السفارة في المبكروباص الذي اتخذناه مأوي لنا. وتساءل "يظنون اننا كلاب"؟! ان ما يحدث معنا الآن حرام حرام؟! يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه مصدر مسئول بسفارة ليبيا بالقاهرة ان السفارة تصدر من 300 إلي 350 تأشيرة يوميا ولكن المتقدمين بطلب للحصول علي تأشيرة يتجاوزوا 17 ألف مواطن مصري. قال ان المتواجدين أمام السفارة لا يملكون اقامة والمشكلة في الزحام الشديد وعدم الصبر موضحا انه خلال 25 يوما أو شهر سيحصل كل واحد علي الجواز والتأشيرة. كشف ان هناك مشكلة كبيرة يقوم بها المصريون وهي اللجوء إلي الوسيط حيث يدفعون 1000 جنيه للحصول علي التأشيرة بينما لا تتكلف التأشيرة أكثر من 100 جنيه.