كلمات تمتد في الأفق تعلو إلي السماء.. يرن في سمعي صباح.. رعشة الجسد مليئة بالخوف من أين يأتي ذلك الموت..؟ يجري علي أسفلت الشارع.. في قلب الميدان يحفر كل منا قبره.. هنا يأتي الموت سهلا ناعما طويلا. كان أحمد بسيوني أبيض الوجه من حي السيدة زينب يحكي عن الحي حكايا جعلتني أحبه مثله.. يصبح في الميدان هنا يأتي الموت ناعما.. واندهش لأنه يقولها بنفس الوجه المتألق ويتحسس العلم ونصرخ جاءت لنا المياه من كل مكان تختبيء جانبا رغم ذلك لم نفترق للنا نتماسك.. حتي سمعته يملأ الميدان صياحا لا يشوبه الذعر. كانت علاقتنا قد بدأت قبل القيام بالماهرة وفي صبيحة ذلك اليوم أخرج من جيبه صورة صغيرة واقترب مني راح يبوح بصوت خفيض مشحون بحنين.. كنا سنتزوج لولا النقود لا أملكها.. وكنا سنصحوا علي صوت اليمام ونقنقة الدجاج بنر إلي الأفق الممتد وقال بأسي: لم يخطر ببالي أن أري كل هذا الحشود من الضباط والعسكر ترمينا بقنابل مسيلة للدموع.. وان تعلو الصرخات والانفجارات كما لو اننا في الجحيم.. قال كلاما كثيرا وتأمل الصورة وتأملتها معه كنت أراها لأول مرة صبية لا تتعدي العشرين.. دقيقة الملامح وتبتسم رفعت عيني عنها لأقول إنها حلوة.. قلت.. فأعادها كماكانت.. عندما تنتهي سنتزوج أنها تنترني.. صمت قليلا بعدها دوت صرخة مرعوبة وطار في الجو صياح. جاءت القوات ارتمينا أرضا حتي عبروا من أمامنا ونحن نقول سلمية.. سلمية.. كانت السماء صافية بشكل لم يحدث من قبل ونحن اختفينا خلف الميدان.. سمعنا انفجارا قريبا ولما خرجنا كانت العربات قد ابتعدت الا عربة واحدة كانت تجوب الميدان. تدهس أي شيء كأنها تترنح.. وأحمد بسيوني عيناه متعلقتان بالسماء صافيتان مثلها وعلي وجهه نفس ابتسامته المتألقة وطلقة غادرة استقرت في قلبه انفجر دمه بغزارة.. ارتج جسده وراح لسانه يردد كلمات ملائكية يزحف بقدميه بطيئا بطيئا دون رهبة وفي صفاء من سقطت عنه خطاياه.. يزحف.. يزحف.وأنا أراه أقف علي مقربة منه انر إليه في ذهول.. لم أجرؤ أن أمسكه أو حتي أكلمه ومرت لحة صمت واسعة كاتساع الصحراء وأنا أتمتم أبيض الوجه وسيم يبتسم.. ننته للحة ملاكا وننته سوف يصعد الي السماء ولكنه تهاوي أرضا.