بتأمل بعض المعاني الجليلة في قوله تعالى (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل) تدرك أن المعنى ينصرف إلى الانتقال التدريجي من شئ إلى نقيضه مع استحالة حدوث هذا التحول فجأة مثل من يضئ ويطفئ مصباحا كهربيا بلمسة زر والمعنى ينصرف أيضا إلى أن التحول من الصوم نهارا للافطار مع أذان المغرب يجب أن يتم بشكل تدريجي بتناول بعض التمر والماء ولا بأس بعد ذلك بمأكولات خفيفة يسميها البعض (نقنقة) ثم الانتقال إلى الوجبة الرئيسية بتعامل رقيق معتدل لا يحدث تخمة ! وبهذا المعنى الدارج تعتبر النقنقة عاملا مساعدا في إحداث التحول التدريجي من الصوم إلى الافطار ولا أعرف سببا لإطلاق اسم النقنقة على هذا (الكاتاليست) فمعاجم اللغة تقول إنه صوت الدجاج والشاعر كشاجم يخلط بينه وبين نقيق الضفدع في وصفه لجارية تعزف العود : جاءت بعود مثلها نافر .. كأنه نقنقة الضفدع والاقرب للصحة أنه صوت الدجاج عندما ينقنق بشكل متقطع إلى أن يتحول إلى صياح مذعور إذا تعرضت الدجاجات لرعونة الديكة ! لكننا لا نستطيع إطلاق اسم نقنقة - بمعناه اللغوي على تحولات الصراع العربي الاسرائيلي منذ اتفاقية أوسلو حتى الآن لأن ما حدث خلال هذه الفترة لم يكن انتقالا تدريجيا ناعما من ظلام ليل الحرب إلى ضوء نهار السلام كما كان متوقعا والأقرب للحقيقة أنه نقنقة بالمعنى الدارج، تناول خلالها الاسرائيليون قطائف كثيرة على فترات متقاربة تشمل مصادرة الأرض والاستيطان غير المشروع وإقامة جدار الفصل العنصري العازل و .. تمهيدا لتناول الوجبة الرئيسية التي يشارك في إعدادها طهاة من جنسيات متعددة لقد دخل الثعلب القن وأخذ ينهش أبدان الدجاجات دون أن يعبأ بنقنقتها لكن تفسير كشاجم للنقنقة باعتبارها صوت الضفادع ينسجم تماما مع ما يتفوه به وزير الخارجية اليميني المتطرف أفيجيدور ليبرمان !