الكوارث والعجائب التي يمر بها العالم الآن لا تخرج إلا أنها من كسب أيدينا وهذه المشاحنات والمصائب والتغيرات التي نعاني منها جعلتني أرجع إلي كتاب الله وفي يقيني أنني سوف أجد تفسيراً لما يحدث وعندما قرأت قول الله تعالي "ألم تر كيف فعل رب بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد" سورة الفجر ثم قوله تعالي "لنقتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذاباً صعداً" سورة الجن ثم قوله تعالي "ما لكم لا ترجون لله وقاراً وقد خلقكم أطواراً" سورة نوح ثم قوله تعالي "فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتي يلاقوا يومهم الذي يوعدون" سورة المعارج. نعم صدقت يا ربي فيما قلت وكل أية من آياتك تنطبق علي ما يجري في مجتمعنا الآن ولا عجب لما يحدث من غرائب في هذا الزمن الذي ضلت فيه الناس الطريق وسلكت طريقاً يخالف شرع الله وأصبحت الدنيا كل همنا ومقصدنا. لا تجد شخصاً في الحياة سواء غني أو فقير رئيس أو مرؤس إلا ويشكو من حال الدنيا والأمراض التي يعاني منها وسوء معاملة أولاده له وزوجته المتمردة والمعيشة التي يعيشها والأحوال المحيطة به فتجد الذي لا ينعم بماله والفقير لم يصبر علي فقره والمريض لا يتحمل مرضه وصاحب السلطة يخشي ضياع الوجاهة التي يعيشها وكل واحد منا يعيش في معزل عن الآخر الأخ يخاصم أخيه والأب يكره أولاده والابن يعق والديه وكلنا نعيش حياة اللهو واللعب ومن هنا أذاقنا الله لباس الخوف والجوع. لكن هناك فئة قليلة تجدها تعيش في الدنيا مرتاحة البال سعداء بما هم عليه سواء فقر أو مرض شقاء أم سعادة ويعتقدون أن الله سوف يفرج همومهم بالصبر والرضا واللجوء إلي الله هؤلاء هم السعداء في الدنيا لأنهم اتقوا الله حق تقاته وخافوا الله وعملوا للآخرة فاشتري الله منهم أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة وهؤلاء هم المؤمنون حقاً فقد سخروا كل ملذات الحياة ونعيمها لخدمة دينهم وطاعة ربهم وهؤلاء الذين قال الله فيهم "الذين هم علي صلاتهم دائمون والذين هم في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم والذين يصدقون بيوم الدين والذين هم من عذاب ربهم مشفقون إن عذاب ربهم غير مأمون" إلي قوله تعالي "أولئك في جنات مكرمون" سورة المعارج. هل تستطيع أن نعود إلي الله حتي ينصلح حال أمتنا ولا نخسر الدنيا والآخرة فكم من ثري مات وترك ماله وكم من صاحب سلطة وجاه أزله الله وكم من دولة عظمي تفتت وضاع كبرياؤها وكم من فقير أغناه الله وكم من مريض فقير شفاه الله وحماه لأنه رضي بما قسم الله له.