بدأت معالم البرامج الخاصة بالمرشحين لمنصب رئيس الجمهورية تتضح شيئاً فشيئاً حيث أعلن بعضهم عن برنامجه جملة واحدة ولا يزال بعضهم يتحدث عن برنامجه بال "قطارة" بعضهم طبع برنامجه وبعضهم اكتفي بالإشارة إلي رأيه في بعض الموضوعات من خلال المطبوعات الدعائية أو البرامج التليفزيونية والإذاعية والتصريحات الصحفية. وطبقاً للمتاح من هذه البرامج أو المشاع عنها وبالدراسة المتأنية لهذا المتاح أو المشاع يتضح بجلاء أن معظم السادة المرشحين يتبنون برامج سياسية واقتصادية واجتماعية يمكن وصفها بأنها "كارثية" ومن أمثلة ذلك. ذلك المرشح الذي يطرح برنامجا المفترض فيه انه برنامج نهضوي فإذا به في الجانب الاقتصادي منه رأسمالي متوحش يعتمد كلياً علي نفس المفردات التي استخدمها النظام البائد كالخصخصة والاستثمار والسوق الحرة والمفتوحة والتمويل الأجنبي وخلافه مما جربناه في عهد المخلوع وأسفر عن نتيجة كانت السبب المباشر في قيام الثورة حيث أدي ذلك إلي ازدياد الأغنياء غني والفقراء فقراً. أو كذلك المرشح الذي يقول بملء فيه إن الانتخابات الرئاسية لو جاءت برئيس غير ثوري فلسوف يقود بنفسه ثورة أخري تسقط هذا الرئيس وكنت أحسبه يقول: لو إن الانتخابات زورت لصالح رئيس غير ثوري أو حتي ثوري فلسوف أفعل كذا وكذا أما أن يقول ما قال فمعني ذلك ببساطة انه يهدر رأي الشعب ويهيل عليه التراب رغم زعمه الدائم بأن الشعب هو صاحب السلطة ومصدر السلطات. فماذا لو جاء الشعب برئيس لا يصنفه سيادته علي أنه رئيس ثوري؟! وفي البرامج أيضاً نجد من يتحدث عن التعليم والصحة والإعلام والثقافة بما يوحي لدارسي هذا البرنامج أو ذاك أن هذه المجالات يجب أن تكون مؤطرة بمنهج معين يتبناه ويسعي إلي ترسيخه وكأن هذا المنهج منزل من السماء وليس رأياً أو قراءة محددة لهذا الشيخ أو العالم أو العبقري أو الجهبذ سواء من أقصي اليمين أو أقصي اليسار!! في المجال الاجتماعي ومنه الثقافي يريد البعض العودة بهذا المجتمع إلي عصور الظلام التي تشبه العصور الكنسية في أوروبا بينما يريد البعض الآخر أن تكون الأمور "سداح مداح" بلا ضابط أو ناظم. كان الله في عون المواطن المصري إذا كانت هذه هي البرامج التي يتعين عليه الاختيار من بينها وللحديث بقية إن شاء الله تعالي.