** كيف تواجه عروض المسرح وابداعاته صعود التيارات الدينية ومواجهة رؤيتها المغايرة لكثير مما يعرض أو يقدم من أعمال فنية مما يجعلها لاتتواكب مع الوضع القائم.. وقد تباينت ردود المسرحيين وكانت ردودهم: في البداية يقول الدكتور "عبدالناصر الجميل" عميد المعهد العالي للفنون المسرحية: عمر المسرح ما توقفت عروضه حتي عند قيام الثورة الفرنسية أو الحروب لم تتوقف عروضه. لأن المسرح يناقش القضايا الاجتماعية الآنية والاجتماعية ويحمل وجهة نظر في مقاومة الفساد ويدعو لإصلاح السياسي والانساني بشكل عام. لكون المسرح لغة فاعلة ولها جدوي في الواقع الاجتماعي موضحاً: المسرح هدفه سامي وهو الاصلاح وضد التطرف من خلال دوره الاصلاحي والانساني ومقاومة جادة ضد أي فساد فكري أو فني! يقول الدكتور "شريف حمد" استاذ التمثيل والاخراج بأكاديمية الفنون: ان يكون صادقاً لما يطرحه من عروض وبشكل محترم متضمناً المتعة دون ابتذال وان يجد فيه المشاهد ما يمس حياته من قضايا وهموم. أي أن تكون الاعمال المسرحية معبرة عن الانسان المصري والعربي. وأن تحمل هذه العروض هماً قومياً يعيد إليه رونقه القديم. بينما تري الدكتورة "أماني فؤاد" استاذ النقد والادب العربي بالمعهد العالي للفنون المسرحية أن أي فن يحتاج إلي حرية ليزدهر الابداع والمسرح علي وجه الخصوص فإنه يقوم علي الاتصال الحي والمباشر مع الجمهور ويتطلب قدراً من الصدف والحقيقة. لذا فهو ادعي إلي مزيج من الحريات والانطلاقات الابداعية. اضافت: هذا لايتنافي أن الفن والادب ومن بينها المسرح يعالج كافة الافكار ومن بينها القيم الاخلاقية التي تحكم المجتمعات حيث تلعب تلك المنطقة في اللاوعي عند الفنان وهو لايخرج عنها. مشيرة أننا في مجتمع محافظ ووسطي إلي درجة كبيرة. لكن ان نضع قيودا ونقول انه يجب أو لايجب بصح اولا يصح فذلك منطق يرفضه الفن والابداع برمته! يؤكد الدكتور رضا غالب رئيس قسم النقد الادبي بالمعهد العالي للنقد الفني والمخرج المسرحي: أي منظومة سياسية أو فكرية تتحكم في حكم مجتمع ما. لابد وان تحرر افكارها حتي تستطيع الاستمرار في الحكم لأطول وقت ممكن. وإذا كانت مصر الآن وعبر مجلسي الشعب والشوري يتحكم فيها التيار الاسلامي أو من يدعي انه القيم علي الاسلام لابد بالضرورة لهذا التوجه ان يطرح فكراً للمسرح يدعم توجهها ويبدو ان بعض المتأسلمين بدأوا في سن انيابهم علي الابداع وبدأوا بالحسبة في تكميم افواه المبدعين بأثر رجعي وقضية الفنان عادل إمام ومحمد فاضل ووحيد حامد خير دليل علي ذلك فالماضي لهؤلاء المتأسلمين هو الذي يحكم عقليتهم كما يبدو. يتساءل: ماذا سيكون الامر لهذا التيار في حكمه علي الحاضر والمستقبل بلاشك سيكون معول هدم وسجنا كبيرا لكل المبدعين في كل مجالات الفن! يستشهد الدكتور "عطية العقاد" استاذ الدراما والنقد بأكاديمية الفنون بما قاله الكاتب الاسلامي "محمد قطب" في كتابه منهج الفن الاسلامي حيث تعرض فيه لمفهوم المسرح الاسلامي وضرب مثلاً بمسرحيته "كرنفال الاشباح" لموريس دي كوبر بأنها تتضمن فكرا اسلامياً ولايعني المسرح الاسلامي ان نعرض لشخصيات تاريخية ظناً بأنها تمثل المسرح الاسلامي فهي ليست حجة علي الاسلام ولكن الاسلام حجة عليها. أضاف: المسرح الاسلامي ببساطة هو عرض للفكر الاسلامي حتي لو استشهدنا بنماذج أوروبية تحتوي علي هذا الفكر.