بينما تعرضت كرة القدم المصرية إلي نكسة بعد كارثة مباراة الموت ببورسعيد مع ارتفاع وتيرة الاحتقان والتعصب والعنف بين جماهير تنظيمات الألتراس نتيجة لحالة الانفلات الأخلاقي قبل الأمني التي سادت أجواء المجتمع منذ قيام ثورة يناير المجيدة حتي وصلت للرياضة بعد أن نجح المتآمرون علي استقرار مصر من الداخل والخارج من عملاء وفلول للنظام السابق.. الفاشل.. الفاسد.. المخلوع في اقحام الرياضة في السياسة باستغلال تنظيمات الألتراس المشبوهة والتي باتت تشكل خطورة علي أمن المجتمع وتهدد مستقبل الرياضة وإشاعة المزيد من الفوضي بسبب تقاليدها وطقوسها المستوردة من الخارج والغريبة علي مجتمعنا مما دفع وزارة الداخلية لإلغاء نشاط الكرة المحلية تماما ومنع الجماهير من حضور ما تبقي من مباريات دولية رسمية لا مفر من خوضها للأندية والمنتخبات المصرية حتي لا تتعرض لعقوبات الاتحاد الدولي "الفيفا" والاتحاد الافريقي الكاف من أجل ايقاف حمامات الدم في الملاعب الخضراء والحفاظ علي أرواح المصريين بينما كل هذا يحدث في مصر أحد أقدم وأعرق دول العالم في تأسيس الاتحادين الدولي والافريقي للكرة واللجنة الاوليمبية الدولية.. لأن جماهيرنا حولت ملاعبنا الخضراء لساحات عنف وقتل وشغب لأنها نسيت أهداف الرياضة النبيلة التي من أجلها يمارسها الانسان ويعشق مواهبها الملايين حتي باتت أحد مظاهره الحديثة.. فإننا نجد في المقابل أن دولة قطر الشقيقة والتي تشهد طفرة رياضية هائلة علي كافة الأصعدة الانشائية والتنظيمية والفنية حتي فازت بتنظيم كأس العالم للساحرة المستديرة وهو أهم وأعظم حدث رياضي علي سطح الكرة الأرضية بعد الالعاب الاوليمبية قد قررت في تقليد جديد تجسد فيه أهمية كرة القدم والرياضة في الارتقاء بثقافة الشعوب ودورها في تأصيل مظاهر الانتماء والولاء للوطن حيث قامت بافتتاح متحف بالحي الثقافي "كتارا" بالعاصمة الدوحة لكأس أمير البلاد بمناسبة مرور 40 عاما علي انطلاق كأس الأمير التي تعد مسك الختام للموسم الكروي بقطر ويهدف إقامة متحف كأس الأمير للتعبير عن الارث العريق لهذه البطولة انطلاقا من أن المستقبل يحتاج دائما لاستلهام التاريخ ودروسه لضمان تواصل قصص النجاح وتعميم ثقافة كرة القدم ودورها الحضاري كرياضة تسهم في توطيد أواصر الصداقة والتقارب والتعاون بين الشعوب والافراد وتحقق السعادة لعشاقها كونها من مظاهر النشاط الانساني الذي يهدف للمتعة والتسلية والترفيه لمحبيه والمتابعين له وتمتد فعاليات المتحف "4" أيام ويتضمن صور ومتعلقات عدد كبير من النجوم والمدربين والاداريين الذين لديهم بصمة في تاريخ بطولة كأس الامير المعروف بأغلي الكؤوس تخليدا لاسماء كميراث يجب الحفاظ عليه. ويتيح المتحف للزائرين فيلما وثائقيا يعرض علي شاشة كبيرة تتوسط المتحف نيروبي أهم أحداث تلك الحقبة في تاريخ الكرة القطرية بجانب تنظيم استضافة شخصيات بارزة عاصرت مراحل ازدهارها ومقتنيات أخري قيمة أهمها الكؤوس التي حصلت عليها الاندية وصور ترصد بعض المباريات وتنافس اللاعبين ومنصات التتويج يتزين بها متحف كأس الامير الذي يسعي الاتحاد القطري من ورائه لتأصيل القيم الاصلية للرياضة والسلوك الحضاري والتأكيد علي التواصل الاجتماعي بين الأجيال وفي نفس التوقيت نجد أن قطر تحتضن اجتماعات وانتخابات المجلس الاستشاري الدولي للاوليمبياد الخاص والتي تعقد برئاسة المهندس أيمن عبدالوهاب .