أمام ما يحدث الآن في العباسية. وأمام أن يصل الأمر إلي أن تزهق أرواح الضحايا ذبحاً بالسكين. أظن أنه لم تعد هناك دولة. ولم يعد هناك قانون. ولم يعد هناك مجلس عسكري كان عليه أن يفرض احترامه علي الجميع. فقد سقطت هيبة كل شيء. وأعلن التاريخ عن سقوط شعب لم يجد سوي الفوضي طريقاً ومنهاجاً. شعب لا يتعلم من تجاربه المريرة التي أرادوا له فيها أن يقتلوه ويذبحوه. حتي استعذب القتل والذبح. وبات يردد: "منذ أن قامت الثورة ونحن نهتف يا نجيب حقهم يا نموت زيهم وها نحن نموت زيهم". لماذا يصمت المجلس العسكري أمام الانتهاكات التي قام بها أنصار حازم أبوإسماعيل ومعهم 6 أبريل. ولا تستهدف إلا أن تستبيح كيانه كمؤسسة سيادية؟!.. لماذا يصمت المجلس العسكري أمام انتهاكات فعلوها متعمدين أنصار رجل سيطرت عليه رغبة محمومة في الوصول إلي الكرسي. وتملكته شهوة السلطة والحكم. فراح يهدم المعبد علي مَن فيه "عليّ وعلي أعدائي". دون أن يعطي بالاً بأن كل قطرة دم أريقت كانت بسببه. بعد أن ملأ الدنيا ضجيجاً بأن دم المسلم حرام. وهو أشد عند الله من هدم الكعبة؟!! أناشد المجلس العسكري: إن كنتم تخافون فرض القانون بالحزم والحسم والقوة فأنتم تحملون وزر الخراب ودماء الضحايا التي تراق دون ذنب في كل مرة يستغلها المخربون والمجرمون والبلطجية المأجورون من أنصار الفلول لعنهم الله. وإذا كنتم تطلبون ود ميدان التحرير فهو يطالبكم بالرحيل ويسبكم بأفظع الألفاظ والإهانات. وإذا كنتم تعدون الأيام والساعات حتي تسليم السلطة في شهر يونيه علي هذا المنوال. فأبشركم بأنه في هذا اليوم لن تكون هناك دولة. ولا سلطة. وإذا كان هذا هو قدرنا فاحكموا أو ارحلوا يرحمكم الله ويرحمنا. حاكموا أبوإسماعيل ليكون عبرة لكل من يفكر في إثارة الفتنة من جديد. وامنعوا الاعتصامات والتظاهرات بالقوة. فقد سئمنا غباء الثوار الذين يسلمون أرواحهم في كل مرة طواعية لمن يحصدها دون عناء. ولا يريدون أن يفهموا أن هناك من يتربصون بهم وبمصر. ولن يهدأوا حتي يأتوا علي آخر واحد فيهم. وحتي تلغي الانتخابات الرئاسية تماماً. وكلي يقين أنها لن تتم وإلا بماذا تفسرون وصول محمد الظواهري أخو أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة إلي مقر اعتصام وزارة الدفاع فجر أمس الخميس. وأعلن عن تأييد القاعدة للثوار؟!.. والغريب أن إسرائيل استبقت الحدث نهاراً واستدعت 20 كتيبة من جيش الاحتياط وحشدتها علي حدود مصر لوجود القاعدة في مصر. أليس لإدراكها أن هناك من يخطط لتحويل مصر إلي أفغانستان؟. لعن الله رجال الدين المتلهفين للسلطة. فلم يعد الآن سوي اللعنات يحصدونها.