إلي أين تسير سفينة الوطن؟.. سؤال يستعصي علي الإجابة في الحالة الضبابية التي نعيشها الآن خلافات سياسية وجدال لا أول له ولا آخر كل فرد يطرح رؤية ومن يعارضها يضعه في خانة الأعداء. سفينة الوطن تتلاطمها الأمواج وليس معروفا متي ترسو علي شاطئ الاستقرار احتجاجات هنا وإضرابات هناك والنتيجة خسائر بالمليارات. الأنانية تسيطر علي الأجواء السياسية في بلادنا فهذا يعتبر نفسه المرشح الأوحد لتيار كذا وهذا يؤكد انه قادم إلي سدة الحكم حتي ولو علي جثث الأنصار وبتكسير القوانين حتي الاحزاب والتنظيمات السياسية يغني كل منها علي ليلاه. المشهد السياسي حاليا أقرب إلي تصفية الحسابات بين الأشخاص وبين التيارات السياسية ففي ظل حالة الاضطراب والفوضي التي تعيشها البلاد يحاول كل فصيل سياسي الانتقام من خصمه الكل يستعرض عضلاته في مواجهة الآخر ولكن مصلحة الوطن العليا غائبة عن الجميع. سفينة الوطن تكاد تغرق والبعض مشغول بالحصول علي الغنائم وعلي المناصب وعلي الأموال وعلي الوجاهة والأبهة أما الوطن فليذهب إلي الجحيم. خزانة الدولة تكاد تكون خاوية وهناك من يدفع العمال والموظفين لتنظيم الاضطرابات والاحتجاجات لزيادة الأجور وهي مطالب مشروعة لكن ليس هذا وقتها. خزانة الدولة تكاد تكون مفلسة وهناك من سمح لنفسه ولفصيله السياسي بأن يغرف منها في صورة مكافآت وحوافز وشراء سيارات. ثورة 25 يناير لم تقم من أجل ان يدعي أحد أنه الأولي والأحق بجني ثمارها والحصول علي الغنائم هذه ثورة فجرها كل الشعب بحثا عن الكرامة والعدالة الاجتماعية والحرية وهي مطالب لن يفرط فيها مهما ادعي فصيل سياسي أو آخر أنه صاحب اليد الطولي. يتحدثون عن الديمقراطية في العلن وفي الخفاء يمارسون أبشع أنواع الديكتاتورية. سفينة الوطن لن تستقر إلا باحترام جيشنا وتقديره أفضل تقدير وبأن يكون لدينا ساسة يقدمون مصلحة الوطن العليا علي مصالحهم الشخصية.