حفل فرقة عبدالحليم نويرة والذي أقيم في المسرح الكبير بدار الأوبرا منذ أيام من الأحداث الفنية الهامة في مجال الموسيقي والغناء العربي ليس لأنه حفل افتتاح موسم الفرقة الذي يستمر حتي نهاية يونيو 2011 وانما لانه تم تخصيصه لتكريم الراحل محمد عبدالمطلب ويتم ذلك لأول مرة بالرغم من ان فرق الموسيقي العربية تقدم الكثير من أعماله وأصبح لدينا نجوم في كل فرقة مميزون بأداء أغانيه.. أيضا أهمية الحفل انه رغم ان جزءاً كبيراً منه خصص لأغاني طلب إلا انه امتاز بثراء في الأداء الصوتي وتنوع في الألحان وتنفيذ موسيقي جيد يحسب لقائد الحفل المايسترو صلاح غباشي وجميع عازفي الفرقة الموسيقية. الفنان الراحل محمد عبدالمطلب من نجوم الطرب المميزين ويعد مدرسة خاصة في الأداء ومن تلاميذه شفيق جلال ومحمد رشدي.. ولد محمد عبدالمطلب عام 1910 وبدأ حياته الفنية عام 1932 قدم خلالها عدداً كبيراً من الأغاني وحوالي 6 أفلام ولحن له كبار الملحنين واشتهر بأداء الموال وظل يعطي لفنه حتي وفاته عام .1980 منوعات الحفل جاء لائقا بالافتتاح حيث جاء علي شكل احتفالي فانقسم إلي قسمين.. الأول منوعات والثاني خاص بأغاني عبدالمطلب وقد لاقي تجاوبا كبيرا من الجمهور الذي حرص علي الحضور مع بداية الفاصل. تضمن الفاصل الأول 6 فقرات بدأت بموسيقي ذكريات من ألحان القصبجي واختتمت بأغنية أم كلثوم "حيرت قلبي معاك" من ألحان السنباطي وأدتها رحاب عمر بصوتها الرائع وأدائها المتمكن وبين البداية والختام وفي الغناء الجماعي أدت المجموعة لمحمد عبدالوهاب "القمح الليلة" ثم اغنية ثنائية وهذا الشكل بدأ يعود للفرقة بعد اختفائه فترة طويلة ثم كان هناك الغناء الفردي الذي أصبح سمة هذه الفرقة الرئيسية ويتم الاعتماد فيه علي نجوم من خارج الكورال في تقليد غير حميد بدأت الفرقة تسير عليه.. من أهم الأغاني الفردية ما شدت به هويدا صلاح التي تميزت في أغنية "ان كنت ناسي" أما نجم هذا الفاصل فكان أحمد جمال الذي شدا علي عوده بمجموعة ألحان لسيد درويش وهي من الأغاني الاجتماعية بعضها يقدم لأول مرة.. وتميزت هذه الفقرة بروعتها من خلال صوت متمكن نال اعجاب الجماهير وتصفيقهم الحار. الفاصل الثاني الخاص بتكريم محمد عبدالمطلب تميز بتنوع الألحان وأيضا الأداء وكانت البداية كالعادة مع الفرقة الموسيقية التي أدت أغنية "ودع هواك" من توزيع المايسترو غباشي والعزف المنفرد علي الكمان للعازف حازم سليم الذي أدي كلمات الأغنية بسلاسة واقتدار أما المقاطع المميزة في التوزيع الموسيقي حين أدي الكمان الموال بمصاحبة ايقاعية فقط. الفقرة الثانية كانت اغنية "أهل المحبة" ألحان محمود الشريف وكلمات زين العابدين عبدالله وأدتها المجموعة بتبادل في التوزيع بين الكورال الرجولي والنسائي.. أما بداية الأغاني الفردية فكانت مع أغنية "اعطف يا جميل" ألحان محمد الموجي كلمات عبدالعزيز سلام وأداها المطرب محمد الشامي الذي يعد من أقدر الأصوات علي أداء أغاني عبدالمطلب. الأغنية أيضا من أكثر الأغاني ثراء حيث تتضمن فقرات الكورس النسائي والرجالي ومقاطع عزف منفرد "صولو" للناي وللبيانو وللكمان وكان الأداء والتوزيع بشكل جيد ثم أدي سعيد عثمان بصوته المميز "يا حاسدين الناس" وان تم اداؤها مع كورال رجال فقط ثم استمعنا إلي أغنية "الناس المغرمين" أداء عاطف عبدالحميد وألحان كمال الطويل وهي أغنية بلا كورس وبها عزف منفرد لآلة الكمان وجاءت مناسبة تماما لصوت هذا المطرب المجتهد. مفاجأة المفاجأة التي أعدها غباشي انه جعل صوتاً نسائياً يقدم احدي أغاني عبدالمطلب حيث قدمت "أجفان" أغنية "في قلبي غرام" من ألحان عبدالعظيم محمد وكلمات إبراهيم بهلوان وقد احسن غباشي اختيارها والأغنية هادئة لم يتم فيها استغلال الطبقة العالية من صوت عبدالمطلب ولهذا جاء اللحن مناسباً ليؤديه صوت نسائي. الختام كان مع المطرب تامر عبدالمنعم الذي أدي أغنيتين "هيصعب علي روحي" و"ما بيسألش عليّ" وكان أداؤه خير ختام حيث جاء صوته معبراً وله قدرة علي التلوين في اللحن والتجاوب مع الجمهور. الحفل بشكل عام يضاف لرصيد للمايسترو غباشي الذي ألقي ضوء مبهرا علي كنوز محمد عبدالمطلب وصوته المميز.