وجدت نفسي مضطراً للكتابة عن حالة خاصة بي لم اتعود عليها من قبل علي مدي اكثر من 25 عاما.. الحدث جلل والمحنة قاسية.. والصدمة كادت أن تقصم ظهري.. لكن الصبر كان طوق النجاة لأنني أؤمن أن الله يمهل ولا يهمل.. وأنه دائما وأبدا مع المنكسرين جابر. الحكاية باختصار تعرض مسكني لحادث سطو في لحظات قليلة أثناء مغادرتي المسكن لشراء شبكة ابنتي وعندما عدت أنا وأسرتي لم نشعر جميعا بالحادث حيث كان الأمر عاديا ولم يترك اللص أثرا يوحي بأن شيئا قد حدث.. وفي صباح اليوم التالي استيقظت من نومي وذهبت إلي عملي.. وفي ساعات قليلة استقبلت اتصالا من زوجتي لتخبرني باكتشافها حادث السطو وسرقة ما قل وزنه وزاد ثمنه.. هنا شعرت أن اللص المحترف اغتال فرحتنا جميعا بخطوبة ابنتي.. ولم أجد وسيلة سوي التوجه إلي قسم ثان القاهرةالجديدة لتحرير محضر بالواقعة وحصر جميع المسروقات.. وتركت الأمر لرجال الشرطة حراس الأمن الداخلي علي أمل القبض علي مرتكب الحادث رغم إدراكي بأن النتائج لم تكن ايجابية نظرا لوجود انتقادات لرجال الأمن ووجود فئات ترغب في احباطهم معنويا وعدم تركهم لأداء واجباتهم تجاه المواطنين. كنت أتصور ان الإقامة في مدينتي العالمية التابعة لمجموعة طلعت مصطفي آمنة نظرا لانتشار أفراد الأمن التابعين لها في كل مكان وتواجدهم طوال ال 24 ساعة أمام مسكني يحقق الأمن والأمان. لكن اتضح فيما بعد أن ما تخيلته كان وهما كبيرا خاصة عندما انكشف المستور. فجأة قررت ان اسافر ومعي زوجتي لأداء العمرة لنسيان المصيبة التي لحقت بنا.. نطوف حول الكعبة المشرفة.. ونسعي بين الصفا والمروة.. ونرتوي بماء زمزم ونزور المصطفي صلي الله عليه وسلم. وبعد الانتهاء من أداء العمرة وجدت زوجتي تدعو الله سبحانه وتعالي بأن يكشف لها مرتكبي الحادث وتعود المسروقات لاستعادة الفرحة لها ولبناتها الثلاث.. عدنا من رحلة العمرة التي نحرص عليها سنويا ولم تمض سوي ساعات قليلة من عودتنا حتي استقبلنا اتصالا من أحد أفراد الشرطة ليخبرنا بالقبض علي الجناة. وطلب مني الحضور إلي مقر قسم الشرطة للتعرف علي المسروقات التي تم ضبطها بمقر اقامة أحد المتهمين.. علي الفور توجهت رغم أن الوقت كان متأخرا وفرحتي تصاحبني في مشواري.. وعندما وصلت اعتقدت أن المسروقات سوف تعود إليّ.. لكن المفاجأة أن ما تم التعرف عليه شيء لا يذكر من اجمالي المسروقات.. أما الطامة الكبري التي اصابتني أن مرتكبي حادث السطو ثلاثة أفراد تم القبض علي اثنين في بركة السبع بالمنوفية والثالث من الغربية مازال هاربا.. جميعهم أفراد أمن في مدينتي مهمتهم كانت حراسة الوحدات السكنية والفيلات. هنا أدركت أن حاميها.. حراميها علما بأن هناك وديعة بآلاف الجنيهات تم تسديدها للحصول علي خدمات متعددة من بينها الأمن وبالتالي فإن مجموعة طلعت مصطفي مسئولة مسئولية كاملة عما حدث وعليها تحمل المسئولية إذا كانت بالفعل تعرف مسئوليتها تجاه القاطنين طالما أنها أيقنت أن مرتكبي الحادث من بين العاملين لديها.. وقد اعترف المتهمان ان المسروقات تم بيعها لتاجرين للمشغولات الذهبية من بركة السبع وهما الآن خلف الأسوار الحديدية بجوار المتهمين. أبلغت المسئولين بالمجموعة بتفاصيل الحادث وهوية المتهمين لكن واضح أنهم جعلوا آذانهم واحدة من طين والأخري من عجين وكأن شيئا لم يحدث وعلي العميل لديهم أن يتحمل ما حدث المهم عندهم الحصول علي المكاسب المادية بصرف النظر عما يتعرض له المقيم من أضرار.. اعتقد أن المهندس طارق طلعت مصطفي رئيس مجلس إدارة المجموعة لن يرضي عما حدث إذا أراد فعلا أن يحقق المعادلة الصعبة وهي جذب العملاء وتحقيق الأمن والأمان. أليس من حقي مقاضاة المجموعة والحصول علي التعويض بما يتناسب مع الأضرار المادية والمعنوية لأن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أن اللصوص من العاملين في المجموعة. كل ما أخشاه أن يكون اليوم حادث سرقة وغدا جريمة قتل.. طالما أن أفراد الأمن هم الجناة وراء حوادث سرقة متكررة في مدينتي ذلك المشروع الذي كان حلما بالتواجد به.. ثم أصبح كابوساً مفزعاً بعد أن افتقد الأمن والأمان.. وتدني الخدمات.. والبقية تأتي وسبحان الله الذي كشف المستور الذي طالما أخفاه المسئولون بمدينتي!!