هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي تتكرر بصورة شبه يومية في هذه الأيام والناتجة عن الانفلات الموجود بالشارع وسيطرة البلطجية عليه نظراً للغياب الأمني الموجود ببعض الاحياء. هذه الجريمة.. وإن كانت من الجرائم المتكررة.. إلا أنها مازالت تتسم بالغموض.. فبعد الكشف عن هوية "المجني عليه" والتي أستمرت مجهولة لفترة ليست بالقصيرة إلا أن "الجاني" فيها مازال مجهولا حتي الآن لم يتم تحديد شخصيته بعد. تأتي هذه الجريمة في اطار أعمال الفوضي والبلطجية التي تنتشر هذه الأيام وتسيطر علي الشارع بصورة مفزعة وتحتاج إلي جهود مضنية ومخلصة من رجال الأمن للسيطرة علي الشارع وإعادة الأمن له والأمان للمارة فيه سواء ليلا أو نهاراً. الدافع في هذه الجريمة كان واضحاً لرجال البحث الجنائي وهو السرقة بالإكراه.. وتشير المعلومات إلي ان "المجني عليه" تعرض لواقعة سرقة تحت تهديد السلاح والمطاوي للاستيلاء علي ما معه من أموال بالاضافة إلي متعلقاته الخاصة. لكن حمية الشباب أثارت حفيظة "المجني عليه" واستفز الموقف كرامته.. فقرر التصدي للموقف برجولة الشباب وكرامة الإنسان.. وحاول مقاومة البلطجية.. لكن كما يقول المثل الشعبيي "الكثرة تغلب الشجاعة" تكالب عليه اللصوص المدججون بالاسلحة البيضاء وأنهالوا عليه طعنا بالمطاوي بأنحاء متفرقة من جسده وتوالت الضربات علي جسد الشاب الشجاع من جهات مختلفة ليسقط بعدها علي الأرض.. بعد ان انهارت قواه.. والدماء تتدفق من جسده النحيل.. ويدفع حياته ثمناً لشجاعته. تبدأ فصول الكشف عن أحداث الجريمة المثيرة ببلاغ إلي شرطة النقل والمواصلات بالعثور علي جثة لشاب في العقد الثاني من العمر بجوار محطة مترو كوبري القبة في اتجاه المرج.. ولم يتعرف عليه أحد من ابناء المنطقة. انتقل ضابط مباحث المترو إلي مكان الجثة التي عثر عليها علي بعد 20 متراً من المحطة مرتديا كامل ملابسه وبها عدة أصابات متفرقة بالجسد.. وبتفتيش ملابس "المجني عليه" لم يعثر علي أي مستندات أو أوراق تدل علي شخصيته.. وتم تحرير محضر بالواقعة. باخطار النيابة أسرعت إلي مكان الجثة وقامت معاينة مكان العثور عليها.. كما قامت بمناظرة الجثة ومعاينة ظاهرية لها.. وأمرت بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاه وساعة حدوثها والاداة المستخدمة في أرتكاب الجريمة.. وكلفت المباحث بالنشر عن صورة "المجني عليه" لتحديد شخصيته.. والتحري عن ملابسات الحادث وظروفه ودوافعه.. وسرعة التوصل إلي شخصية "الجاني" وضبطه واحضاره مع أداة الجريمة للتحقيق. أعد مدير الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات فريق عمل بقيادة رئيس مباحث مترو الانفاق... توصلت تحرياته بعد اجراء عمليات البحث ان الجثة لشخص يدعي عمر دياب يبلغ من العمر 18 عاما.. وهو ابن بائع خضروات بجوار سنترال حلوان.. وباستدعائه تعرف علي جثة ابنه.. ولم يتهم أحداً بقتله أو يشتبه في أي أحد بارتكاب الجريمة. كشفت المعاينة والتي أكدتها تحريات شرطة مباحث المترو بأن الجريمة وقعت في مكان آخر غير مكان العثور علي الجثة.. وأن "الجاني" بعد ارتكاب جريمته تخلص من جثة "المجني عليه" بالقائها في حرم المترو بعد تجريدها من المستندات الدالة علي شخصية صاحبها لتضليل رجال المباحث.. ولإبعاد الشبهات عن نفسه والهروب من العدالة. رجحت التحريات أن الجريمة وقعت بدافع السرقة.. وأن "المجني عليه" تعرض لواقعة سرقة بالاكراه من أحد البلطجية لكنه قاوم هذه المحاولة مما دفع "الجاني" للتخلص منه بقتله وإلقاء جثته في مكان العثور عليها.. مع احتمال ان تكون الجريمة وقعت في نفس مكان العثور علي الجثة في وقت متأخر من الليل أو في الصباح الباكر. ورغم وضوح هذا الدافع إلا أن رجال المباحث لم يستبعدوا ان تكون هناك خلافات للمجني عليه مع البعض أدت لمقتله.. وراح فريق البحث الجنائي يفحص علاقات "المجني عليه" في منطقة عمله وسكنه وإن كانت له خلافات مالية أو غيرها وعلاقاته العاطفية.. ايضا فحص علاقات أسرته وإن كانت هناك خصومات ثأرية أو نزاعات حول ميراث أو أرض تدفع لارتكاب الجريمة. وعلي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال مباحث المترو جهوداً مضنية لكشف غموض الحادث والتوصل إلي حقيقة دوافع الجريمة وتحديد شخصية "الجاني" إلا أن كافة المعلومات التي توصلوا إليها والخيوط التي تجمعت بين أيديهم لم تقدهم لكشف غموض الجريمة أو التوصل إلي هوية "الجاني" الذي مازال مجهولا حتي الآن!!