لا حياء لفنان منافق. ولا تراجع عن شهادة مزيفة نطق بها في صفاقة ودون أن يغمض له جفن ضد شباب ثار مطالباً بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.. لقد تم خلع الرئيس الذي كان يراهن علي بقائه "الفنان" وبقيت الشهادة للتاريخ. صوتاً وصورة تشهد علي نفاق هذا "الفنان" وكذبه وادعائه. عندما ظهر للعالم أجمع أن من كانوا بالتحرير ليسوا هم الداعرين. ولا الحشاشين. ولا بلطجية. وإنما ثوار. سقط الكثير منهم غدراً. وغادروا دنيانا وبقوا أحياء عند ربهم يرزقون. ولا حياء لسياسي فاجر يجاهر بالتحدي ويقف بصفاقة ليست مسبوقة ضد مشاعر ملايين الناس. معلناً أنه يتخذ من الديكتاتور الظالم والمستبد الذي وقف ضد أحلام الناس. واغتال مستقبل الملايين. يتخذ منه مثلاً أعلي هكذا من دون أن تهتز فيه شعرة. وكأنه يخرج لسانه للجميع متناسياً أنه هو أيضاً خُلع من منصبه لأنه ساهم في ذلك الاستبداد. وشارك في اغتيال الشهداء. وسهل عمليات السطو علي الأموال المنهوبة من الشعب. وتهريبها. "الفنان" و"السياسي" في هذه الحالة ومن هذه النوعية بلا ضمير. مع أن الأول يفترض أنه من الناس. يعكس آلامهم. ويشاركهم أحلامهم. ويعبر عن غضبهم. ونجاحه واستمراره مرهون برضاهم عن أعماله. والثاني السياسي من واجبه تحقيق احتياجات الجماهير. والتماهي مع مطالبهم. وتبني آرائهم وليس الكذب والتواطؤ ضدهم. ثورة 25 يناير مستمرة رغم محاولات اغتيالها المتكررة. منذ أن قامت ورغم استماتة الفنان والسياسي من النوعية التي أشرت إليها ويعرفها الجميع. يستميتان من أجل إعادة إنتاج النظام برئيس من نفس "موديل" الرئيس السابق. بل ومن زمرة المخلوع نفسه. في تجاهل تام ومتعمد بأن ما جري في مصر ثورة. وأن جذوة هذه الثورة لم تنطفئ رغم جميع المحاولات وأن الشباب الذين قاموا بها لم ينتقلوا جميعاً إلي العالم الآخر. المشهد الآن شديد الارتباك. ظاهره منتهي الفوضي. فوران إعلامي. وهياج سياسي. وشلل اقتصادي واختلاط الحابل بالنابل. العربجي بالجنرال. ثمة اختلال رهيب في المعايير. وفي إنفاق الملايين وغياب مخيف لأي يقين. المشهد يغري "الفنان" الصفيق المحروم من الحياء ومن الصدق أن يطل برأسه من جديد علي الشاشة ويطالعنا بملامحه التي تذكرنا برأس النظام المخلوع الذي دأب علي نفاقه. ويغري "السياسي" بالحلم وبإمكانية القفز والجلوس من جديد علي كرسي من اعتبره مثله الأعلي. وأن يدوس بغلظة متناهية علي رقاب الناس ويتقدم حشود الحالمين والطامعين في السلطة. كل هذا صحيح.. والصحيح أيضاً أن الله يخلق ما لا نعلم وما لا نتوقع!!.. وهو علي كل شيء قدير.. وثورة يناير خير دليل.