هل جماعة الاخوان المسلمين قد اخطأت حقا حين قررت الدفع بالمهندس خيرت الشاطر لخوض انتخابات الرئاسة؟! وهل فعلا "غلطة الشاطر بألف" مثلما يقول المثل؟! وما هي الأسباب الحقيقية وراء ترشيح الشاطر التي دفعت الجماعة للتراجع عن تعهداتها السابقة بعدم ترشح أي منها لهذا المنصب؟! وهل هذا هو التوقيت المناسب لتعلن فيه جماعة الاخوان مثل هذا القرار في الوقت الذي تواجه فيه اتهامات بمحاولة فرض هيمنتها علي صياغة الدستور تحت مسمي أغلبيتها البرلمانية؟! وهل جماعة الاخوان باعلانها ترشح الشاطر تكون بالتالي قد ضمنت فوزه علي كل المرشحين المحتملين وغير المحتملين الذين لم يظهروا بعد؟! وكيف تضمن ذلك وهي نفسها التي شككت في نزاهة الانتخابات الرئاسية المقبلة؟! وهل بعد كل هذا الشد والجذب بين المجلس العسكري وجماعة الاخوان يمكن القول ان هناك صفقة فعلا بين الطرفين وهو ما نفاه "العسكري" مرارا وتكرارا؟! وهل نزول الشاطر إلي سباق الانتخابات الهدف منه فقط هو تفتيت اصوات ابرز المرشحين الذين ينتمون للتيار الاسلامي واقصد هنا الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح والشيخ حازم صلاح ابواسماعيل ليكتشف الجميع فيما بعد ان الجماعة لتزال علي تعهداتها بعدم دعم أي مرشح ينتمي لهذا التيار لأن نزول الشاطر بالفعل سيضر كثيرا ويقلل من فرص الاثنين في فوز احدهما بمنصب الرئيس؟! كل ما سبق تساؤلات تدور في الشارع المصري حاليا ولا يعرف احد لها جوابا شافيا قاطعا لكن المؤكد ان جماعة الاخوان ومنذ سقوط النظام السابق وهي تتراجع دائما في مواقفها وقراراتها ففي البداية أعلنت الجماعة ان شعارها "مشاركة وليس مغالبة" وقبيل الانتخابات البرلمانية أكدت انها لن تزاحم سوي علي 30% من مقاعد البرلمان فإذا بها تنافس علي جميع المقاعد وتستحوذ علي الأغلبية في مجلسي الشعب والشوري بعد ان تصدر مرشحوها قائمة التحالف التي خاضت بها الانتخابات!! ولم يتوقف التراجع الاخواني عند هذا الحد.. ففي وسط الجدل الذي أثير حول اجراء الانتخابات أم الدستور أولا حاولت الجماعة طمأنة الجميع وتعهدت بأن كافة أطياف المجتمع ستشارك في صياغة الدستور فإذا بها تستحوذ علي غالبية اعضاء الجمعية التأسيسية مما دفع الأزهر والكنيسة وممثلي المحكمة الدستورية ونقابات مهنية وعمالية وسياسيين مشهود لهم بالنزاهة للانسحاب من عضوية الجمعية احتجاجا علي تصرفات الاخوان. ثم يأتي التراجع الاخواني الأكبر والدفع بخيرت الشاطر لخوض الانتخابات الرئاسية لتمتلك الجماعة كل أضلاع السلطة في مصر لينقلب شعارها إلي "مغالبة وليس مشاركة" ليبقي السؤال.. هل ستسيطر جماعة الاخوان علي كل اجهزة الحكم في مصر وهل خيرت الشاطر مجرد رئيس غير محتمل في زمن يخضع لكل الاحتمالات؟!