أكتب هذا المقال قبل أن تعلن جماعة الإخوان المسلمين عن مرشحها للرئاسة.. وإن كانت الأنباء شبه المؤكدة تقول إن المهندس خيرت الشاطر سكيون هو مرشح الجماعة. "آيات المنافق ثلاث إذا تحدث كذب. وإذا وعد أخلف. وإذا أؤتمن خان" هكذا أخبرنا الرسول الكريم.. وامهاتنا. ونحن صغار. كن يحذرننا من الكذب: من يكذب يروح النار.. فما بالك بمن يكذب. ويعد ثم يخلف. ويؤتمن ثم يخون.. ما علينا ولاتأخذ في بالك فنحن شعب طيب يحتاج إلي خمسين سنة علي الأقل حتي يسترد وعيه ويعرف الصالح من الطالح.. ويهرشن الكذاب والمنافق وخائن الأمانة من أول طلعة أو أول نظرة.. ودعك من نفاق بعض مرشحي الرئاسة الذين يؤكدون أنهم يراهنون علي "وعي الشعب" فأنا للأسف لا أراهن علي هذا الوعي.. الآن علي الأقل. ورغم أن "فولة" الإخوان والسلفيين "اتهرشت" فإن الشعب الذي ينافقه بعض مرشحي الرئاسة. سوف يصوت- لا محالة- للمرشح الذي ينتمي لقوي الإسلام السياسي. ولأن مرشحي الرئاسة الذين ينتمون إلي التيار الإسلامي كثيرون.. وهذا. في ظني هو المطلوب والمتفق عليه- استثني عبدالمنعم أبوالفتوح فقط- فسوف تتفتت الأصوات وتكون الكعكة الكبري من نصيب مرشح المجلس العسكري. لو رشحت الجماعة فعلاً خيرت الشاطر. وهو بالمناسبة شخص محترم ويتمتع بنضج سياسي واقتصادي عال. فإن الغرض سيكون ضرب عبدالمنعم أبوالفتوح وحسب. وليس الحصول فعلاً علي المنصب الرفيع. في حالة ترشح الشاطر مع وجود الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل ود. سليم العوا وأبوالفتوح وأسماء أخري إسلامية. فإن كلاً منهم سيحصل علي قدر معقول من الأصوات.. لكنه ليس القدر الذي يحسم له منصب الرئيس.. وبذلك يخرج الجميع من المولد بلا حمص وينجح فقط من يريده المجلس العسكري. ستقول وما الذي سيستفيده الإخوان من هذه الحركة المهروشة.. وأقول لسعادتك يبدو أنك لا تعيش في مصر.. ولا تعرف ما يدور في المطبخ رغم روائح الشياط التي تعبق أجواء البلاد.. سيترك لهم وضع الدستور بالطريقة التي توافق هواهم وسيحصلون علي مكافأة تشكيل الحكومة وغيرها من المكاسب. أما إذا كان الإخوان جادين فعلاً وبلغ بهم الغرور مداه وقرروا الدخول بجد في لعبة الرئاسة.. فإن الصدام بينهم وبين المجلس واقع لا محالة. عن نفسي- ورزقي علي الله- أعتقد أن لعبة انتخابات الرئاسة بمرمتها.. هي مجرد لعبة لتزجية الوقت وتقديم ضمانات الولاء.. وتحقيق مبدأ "شيلني وأشيلك" علي أرض الواقع. وأرجع وأقول: أشك في أن الانتخابات ستتم أصلاً.. وأشك كذلك في أن معركة الدستور سوف تنتهي علي خير.. ولا تسألني مصر راحية علي فين لأنني سألتها وأجابت وإن حلفتني بأمي ما أجيبش سيرة لحد.. وأنا "أحب أمي كثيراً كثيراً.. أكاد من جنوني إليها أن أطير".. وحتي بدون أن يدفعني الجنون إلي أن أطير لأمي.. فكلي ثقة أنني طاير.. طاير.. ليس إلي أمي طبعاً.. ولا تسألني إلي أين!!