الأزمة المالية التي تعاني منها الأندية وامتناعها عن دفع مستحقات لاعبيها ليست وليدة اليوم. بل هي معاناة تعيشها هذه الأندية منذ وقت طويل. فالنجوم الكبار يفضحون إدارات أنديتهم ويتمردون علي مدربيهم من سنوات. وغالبا يقف الاعلاميون معهم علي اعتبار أن العقد شريعة المتعاقدين وأن الأندية ظالمة ومفترية "تقطع عيش" اللاعبين. وفي الحقيقة هي أزمة سخيفة سببها إدارات الأندية نفسها.. فالمسئولون عنها يجرون وراء اللاعبين بعقود خرافية لا يقدر عليها النادي مهما كانت الظروف وهي تثقل كاهل ميزانياتها بلا مبرر حقيقي. وعلي سبيل المثال لا الحصر شيكابالا بعشرة ملايين جنيه وميدو بثمانية ملايين وعمرو زكي بستة ملايين ومثله أبوتريكة ومحمد بركات وعماد متعب. وأكثر منهم جميعاً تبلغ صفقة وليد سليمان من إنبي إلي الأهلي بنحو 14 مليون جنيه.. وبقية النجوم بالقطبين مستحقات رواتبهم ومكافآتهم تتراوح ما بين مليونين وخمسة ملايين جنيه. وهي بكل تأكيد أرزاق ونحن لا نحسدهم ونقول الله يزيدهم كمان وكمان. ونعلم أن خبراء التسويق الكروي ووكلاء اللاعبين يقولون أن هذه الأسعار عرض وطلب وأن النجوم عنوان لقيمة النادي. ولكن دعونا نقولها بكل صراحة ووضوح.. القيمة الحقيقية للاعب تحسب طبقا لما يقدمهم من إيرادات تدخل خزينة النادي وبطولات ترفع من شعار فريقه. ان هذه القيمة مرتبطة بالمناخ الاقتصادي الذي تتمتع به الدولة بوجود شركات عالمية عملاقة موجودة علي الساحة بالفعل. ومثلا البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الأسباني قيمته 100 مليون دولار لأن فانلات الريال التي تحمل شعار النادي وبها اسمه تباع بالملايين حول العالم. كما أنه مع زملائه النجوم يدفع الجمهور لشراء تذاكر مباريات ريال مدريد لموسم كامل مما يعني أن خزينة النادي الملكي تكون عامرة بمبالغ تقترب من المليار دولار قبل أن يبدأ الموسم فعلياً. أما النجم الفذ ليونيل ميسي فسعره الآن 140 مليون دولار وفي طريقه إلي الزيادة. وهنا نسأل.. هل نجومنا الكبار مثل شيكابالا أو أبوتريكة يدخلان لخزينتي نادييمها أي مبالغ مالية مقابل ما يحصلان عليه من رواتب ومكافآت. وهل هما مع زملائهما يدفعون الجمهور إلي امتلاء المدرجات عن آخرها؟! وأتطوع بالإجابة من عندي.. بأنهما يفيدان نادييهما بكل تأكيد ولكن ليس بمقدار ما يحصلان مع بقية النجوم من مستحقات مع اعترافي وتقديري الكامل لموهبتهما ونجوميتهما المحبوبة. لذلك نقول.. لابد من إعادة النظر في التسعير الحقيقي للاعبين. نحن نريد خبراء متخصصين في علم الاقتصاد والمال والتسويق والتدريب يقدرون حق اللاعب. ونراها فرصة الآن لوضع النقاط فوق الحروف في هذه المسألة. ولابد أن تتوقف العشوائية عند اتخاذ القرارات لأنه لا أحد يصرف من جيبه علي اللاعبين وحتي لا تتورط مجالس ادارات الأندية في عقود مالية بسبب تسرع أو رعونة رئيس ناد أو عضو مجلس ادارة.. دعونا مرة نتكلم ونخطط وندير بشكل سليم..!!