أعلن قادة الانقلاب في مالي الاستيلاء علي السلطة وإلغاء الدستور وحل مؤسسات الدولة وإغلاق كافة الحدود مع الدول المجاورة في حين توالت ردود الفعل الدولية المنددة. وقال اللفتنانت ¢أمادو كوناري¢ المتحدث باسم اللجنة الوطنية لاعادة الديمقراطية واستعادة الدولة وهي لجنة تأسست حديثا ¢إننا نعلن اغلاق كل الحدود البرية والمنافذ الجوية مع الدول المجاورة.¢ وجاء قرار إغلاق الحدود بعد ساعات من إعلان متحدث باسم المتمردين في بيان بثه التلفزيون الرسمي إلغاء الدستور وحل جميع مؤسسات الدولة حتي إشعار آخر. وأدان كل من الاتحاد الإفريقي والكتلة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بشدة الانقلاب العسكري الذي أطاح بنظام الرئيس أمادو توماني توري ووصف الاتحاد الافريقي في بيان ما حدث بأنه عمل تمردي من شأنه أن يقوض الشرعية الدستورية ويمثل نكسة حقيقية بالنسبة لمالي. كما أعربت الجزائر. التي لديها حدود مشتركة مع مالي في جنوب الغرب. عن قلقها الشديد من الوضع في مالي وأدانت بشدة اللجوء إلي القوة مؤكدة رفضها التغييرات المنافية للدستور. وبدورها أدانت الولاياتالمتحدة بشدة الانقلاب. ودعت إلي العودة الفورية للحكم الدستوري. بما في ذلك وجود سلطة مدنية علي رأس القوات المسلحة واحترام المؤسسات الديمقراطية والتقاليد في البلاد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان له إن الولاياتالمتحدة تقف إلي جانب شعب مالي وحكومة الرئيس توري المنتخبة بشكل شرعي. وندد الاتحاد الأوروبي بالانقلاب ودعا إلي الإسراع في العودة إلي الحكم الدستوري في مالي. وأدانت فرنسا بحزم شديد إسقاط النظام الدستوري في مالي عقب الانقلاب العسكري ودعت إلي إجراء انتخابات في أسرع وقت ممكن. كما أعربت بريطانيا عن قلقها بسبب محاولة الإنقلاب في مالي.وقال الوزير بوزارة الخارجية لشئون إفريقيا ¢هنري بيلينجهام¢ إن بلاده تؤيد بشدة الموقف الواضح من الاتحاد الإفريقي والدعوة الصادرة من الأممالمتحدة للحوار السلمي لحل أي من المظالم. وأدان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي الانقلاب وشدد علي ضرورة الالتزام بالنظام الديمقراطي والاحترام التام لحقوق الإنسان والاحتكام لشرعية صناديق الاقتراع. وأعربت الصين عن أملها أن يتم تسوية الازمة في مالي وأن يعود الوضع إلي طبيعته في اقرب وقت ممكن . وقالت انها تشعر بالقلق بشأن الاضطرابات العسكرية هناك وأنه يجب حل المسائل ذات الصلة عبر الحوار والتشاور. وأكد ميخائيل مارجيلوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلي أفريقيا أن ما حدث في مالي هو انقلاب عسكري كلاسيكي لا علاقة له بالثورات السياسية محذرا من خطورة الوضع في المنطقة عامة وذلك بسبب الثورات التي شهدتها دول شمال أفريقيا والكمية الكبيرة من الأسلحة التي خلفتها. وجاء هذا فيما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة حول الوضع في باماكو حيث دعا كافة الأطراف إلي التزام التهدئة. وفي سياق متصل. أفادت مصادر عسكرية موالية للرئيس توري أن الأخير في حالة جيدة إثر الانقلاب. وقالت المصادر إن توري موجود في معسكر للجيش في العاصمة باماكو مع أعضاء من الحرس الرئاسي. مشيرة إلي أن بعض أعضاء الحكومة المطاح بها اعتقلوا. وذلك من دون الكشف عن عدد هؤلاء المسئولين أو مكان اعتقالهم.