أكثر ما يثير الدهشة هذه الأيام أن يخرج علينا مرشح رئاسي في كل ساعة ولو استمر هذا الوضع بهذه الصورة فسيكون هناك مرشح في كل دقيقة وربما في كل ثانية. وهو ما يجعلني أتساءل أحيانا: "طب مين اللي هيشتغل شعب"! أشعر في داخلي ان مفهوم المسئولية لم يتضح بعد فالرئيس الذي يقرر تولي مسئولية هذا البلد العريق لا يصح أن يأتي فجأة أو يذهب فجأة. لا يصح أن يخرج علينا دون أن يكون له ماض سياسي وكل ما هنالك انه رشح نفسه لأنه رأي في المنام أنه رئيس لمصر. عليك عزيزي القارئ أن تراجع معني كلمة "مصر" فهي التي تتوسط العالم وتصل بين افريقيا وآسيا وأوروبا. مصر مهد الأديان والحضارة والتاريخ. وعنوان الرجولة والشهامة والشموخ. مصر مينا وأحمس ورمسيس الثالث وأحمد عرابي وسعد زغلول ومصطفي كامل ومحمد نجيب وعبدالناصر والسادات. مصر خير أجناد الأرض حسبما وصفها رسولنا الكريم سيدنا محمد "صلوات الله عليه وسلم" فمن يقرر أن يكون رئيساً لهذا البلد يجب أن يكون متمتعاً بما يؤهله لذلك المنصب الرفيع. رئيس هذا البلد يجب ألا يكون من مؤسسة الفساد ولم يمارسه ولم يتهم في أي قضية فساد بمختلف صوره. رئيس مصر القادم يجب أن يكون سياسياً من الطراز الأول ولديه الحس الوطني والشجاعة في مواجهة المواقف والتصدي لكل تيارات الفساد. رئيس مصر القادم يجب أن يكون له رؤية وفكر وبرنامج محترم يراعي العدالة الاجتماعية. والمساواة والحرية والمواطنة وإعطاء كل ذي حق حقه وأن يكون رجل دولة بحق. رئيس مصر القادم أتمني ألا يبحث عن الشو الإعلامي ولا نجده منتشراً بهذه الصورة المزعجة التي ملها الناس في مختلف وسائل الإعلام. الصورة المرسومة الآن للانتخابات الرئاسية والتي تعقد لأول مرة منذ عهود كثيرة تبعث فينا القلق لأن ملامحها غير واضحة وخطوطها متداخلة وألوانها لا تثير الاطمئنان في النفس علينا جميعا أن نتحري الدقة ونعرف من سنختار فليس كل مرشح يصلح رئيساً. وأظن ان الرئيس لم يرشح بعد وإلي أن ينتهي فتح باب الترشح ندعو الله أن يرزق هذا البلد من يستحقه ونستحقه جميعا. اللهم ول أمورنا خيارنا ولا تول أمورنا شرارنا.