صرنا نعيش في فوضي عارمة في كل شيء خصوصا في عالم الرياضة وجاء فيه اليوم الذي يهدد فيه جمهور ينتمي لألتراس الأهلي والزمالك بمنع اقامة أي نشاط كروي في مصر بعد أن خرج رؤساء الاندية بتصريح عن تنظيم دورة تنشيطية تعويضاً عن إلغاء الدوري الممتاز ويري مسئولو الألتراس أن النشاط يجب تجميده لحين القصاص لشهداء استاد بورسعيد. بالتأكيد كل مصري يري ضرورة القصاص ولكن يجب ألا يصدر مثل هذا التهديد من الجمهور إذ يوجد اتحاد كرة وأندية وجهات أخري مسئولة عن اللعبة وهذا التهديد عواقبه وخيمة مستقبلا لأن "الألتراس" سيكون المتحكم في كل شيء يتعلق بالمسابقات وعندما تجري المباريات فعلي اتحاد الكرة أن يحصل أولاً علي موافقة الجهات الأمنية والألتراس!! علي الألتراس أن يعرض وجهة نظره ورؤيته للأمور باعتباره جزءاً من جمهور كبير.. وليس الجمهور كله.. أما التهديد والوعيد فهو مرفوض تماماً ولا يجب أن يحكم الألتراس دولة كرة القدم في مصر وكفاية ما جري لنا من أمور مرفوضة بسبب المتعصبين من هذا الألتراس الذي يضم من داخله أناسا عقلاء ومثقفين وفاهمين... فالصراع والهوس المقيت الذي انتشر بين المتعصبين جداً له دور في مجزرة بورسعيد. نحن أصلاً من الذين ينادون بضرورة القصاص قبل استئناف البطولات ولكن يجب أن يدرك كل من هو موجود داخل المنظومة الكروية أن لكل شيء حدوداً ولا يتخطاها وعلي رأي المعلق الراحل محمد لطيف.. اللاعب لاعب والحكم حكم والجمهور جمهور.. أما هذه الفوضي فنحن في غني عنها. علي أي حال لا نظن أن الدورة التنشيطية ستشهد النور قبل الإعلان عن اسماء المجرمين في موقعة استاد بورسعيد فالتحقيقات يبدو أنها علي وشك الانتهاء وكل مجرم سينال الجزاء الرادع بالقضاء العادل والذي نتمناه أن يكون سريعاً لتهدأ النفوس وتعود الحياة إلي شريان الرياضة المصرية وتدب الروح في الملاعب والاستادات التي صارت هذه الأيام كالخرابات يعيش فيها البوم والغربان متمتعين بالصمت القاتل فيها.. لقد ألغي الدوري وتوقفت الأنشطة ومنتخب مصر يئن ويعاني من سوء الإعداد وحتي الأهلي والزمالك لا حول لهما ولا قوة قبل اللقاءات الأفريقية الرسمية وكل ذلك بسبب هذا التعصب المقيت والهوس والفوضي.. وبعد إذن الألتراس.. ابعدوا شوية..!