ما تشهده قرية طيبة "1" بالنهضة هذه الأيام دليل علي قوة العلاقة التي تربط بين المسلمين والمسيحيين والعشرة الطيبة والمحبة التي تجمع بين أبناء المجتمع الريفي وأبناء مصر بوجه عام بالرغم من محاولات اثارة الفتن الطائفية للنيل من ابنائها... فمنذ عودة "ابسخارون خليل سليمان" واسرته إلي منازلهم ولا يفارقه أصدقاؤه المسلمون حمدي جلال . وعمر جلال. وخميس جرابة. ومحمود راشد . وأحمد فرج. يقضون ليلتهم معه ومع أسرته وعلي مدار الصباح يتعاونون معه لإعادة بناء محاله ومنازله. كذلك الحال بالنسبة للشيخ السلفي شريف الهواري الذي يحرص علي ارسال اعوانه لتفقد أسرة "أبسخارون". والاطمئنان علي أمنه وأمان اسرته بعد تعهده بحمايته طوال وجوده بالقرية.. ولم يختلف الحال كثيراً بالنسبة لابناء قرية "طيبة 1" حيث حرص الجميع علي النوافذ علي أسرة ابسخارون بالهدايا العينية كنوع من انواع الترحيب المعهود من أهل الريف البسطاء من سكر وزيت وشاي وأرز وسمن حتي المياه الغازية كل حسب قدرته المالية. وقام البعض بسداد جزء من كمبيالات ابسخارون لعلمهم بالضائقة المالية التي يمر بها والبعض الأخر طلب منه مقدماً شراء أجهزة كهربائية حتي يعود سريعاً لعمله من جديد في مجال البيع والشراء.. وحتي يتأكد أن الجميع في انتظار فتح محاله وفتح صفحة جديدة من المحبة والوئام. علي الجانب الآخر قام "بشير فرج هنداوي" المحامي ورئيس جمعية خيرية بمنطقة النهضة بزيارة "ابسخارون" وأبنائه مبدياً استعداد اعضاء الجمعيات الأهلية بالمنطقة بامداده بالعمال للمساعدة في انهاء أعمال الترميم أو الرمل أو الظلط أو البويات لاعادة الشيء لاصله كما اتفقوا مع ابسخارون وأسرته علي اصطحابهم إلي التامينات والجهات الرسمية لاعادة استخراج اوراقه التي فقدت في الحريق سواء من بطاقات شخصية وتأمينات اجتماعية او عقود زواج وغيرها. حرصت "المساء" علي الالتقاء بالمقدس ابسخارون خليل في أؤل حديث له يفتح فيه قلبه ليتحدث بصراحة عما يريده خلال المرحلة المقبلة فقال مما لا شك أن الازمات تكشف معادن الرجال.. وكشفت لي الصديق قبل العدو. وأود أن اشكر الشيخ شريف الهواري لانه كان طوال عمره محل ثقة ولم يخيب ثقتي فيه بل علي العكس كان بمثابة حائط الصد الأول لاي اذي اتعرض له وأتمني أن يكمل معي المشوار وتمكيني من تحصيل كمبيالاتي كما وعدني بعد ضياع أغلب اوراقي مشيراً إلي أن خسائره بالملايين. أعرب "ابسخارون"" عن شكره لجريدة "المساء" مؤكداً انها نشرت وكشفت الحقائق بدون مزايدة وبشفافية وحيادية وساعدت علي وأد الفتنة وشرح حقائق الأمور لأهل القرية والقري المجاورة وحقيقة ما حدث لي ولأسرتي .. واطالب بمركز توزيع لها بقري النهضة لصعوبة وصولها إلينا..وأشار: لا سامح الله الاعلام المأجور سواء الفضائيات أو الصحف التي كانت تعمل علي اشتعال الأزمة وتأجيج نار الفتنة وترديد مزاعم تهجيرنا. أضاف بالطبع أود أن اشكر الكنيسة وأعضاء مجلس الشعب والمجلس المحلي واتحاد شباب ماسبيرو وكثيرين وقفوا معي وعلي رأسهم شقيقي المسلم عمر جلال واسرته الكريمة التي احتوتنا وقت الأزمة ولا تتركنا حتي الآن. قال:لقد تعرضت لظلم شديد ووجدت نفسي وأولادي متهمين ولكن الحمدلله فالمحن اختبار من الله" لقوة الايمان.. ولقد عرض علي الانبا باخميس "أنبا دمنهور" المساعدة المالية حتي أمر من أزمتي ولكن رفضت لأنني أطالب محافظ الاسكندرية أن يفي بوعده ويتدخل لتعويضي في ظل الأزمة المالية التي تتعرض لها أسرتي. استطرد قائلاً: لقد تعرض اقاربي السبع ودهشور اندرواس لحرق محالهم لبيع البويات والأدوات الصحية لتصل خسائرهم إلي "مليون جنيه" ورحلوا معي وعادوا معي.. وايضا سمير جرجس راشد ويعملان ترزيه وخسائرهما نصف مليون جنيه بالاضافة إلي فقدي كمبيالات وبضائع تصل إلي 2 مليون جنيه كما ضاعت محال ابنائي "ميلاد بولس وسليمان عادل" من موبيليات لادوات كهربائية وأقطان ومنسوجات ودمرت محالهم بالكامل وضاعت بضائعهم.. والحقيقة أنني احرص علي عرض المشاكل التي نعاني منها ليعلم الجميع حجم النكبة التي امر بها والازمة الطاحنة لي ولاسرتي. قال: أطالب بصرف معاش لي فأنا عمري "67" واقوم بسداد التأمينات عن أعمالي منذ 25 سنة وظروفي المالية الآن أصبحت صعبة للغاية ولا أتمني ان يمر بها أحد علي الاطلاق خاصة مع كبر سنه وعدم قدرته علي البدء من جديد. تابع قائلاً: لا استطيع سوي ان اشكر اهل القرية وأهالي القري المجاورة الذين كانوا يترددون علي لدعمي في منزل صديقي عمر جمال حتي ولو معنوياً وأدعو الله ألا تمر بمصر "نكبات" مثلما مررنا بها لأن الوطن "غالي" وحب الناس لا يعوض ومع الايام لا يبقي للمواطن سوي عمله وكلمته الطيبة وأنا وأفراد اسرتي نحب كل أبناء قريتنا ونتمي لهم الخير ومنذ عودتنا ونحن ننال منهم كل الحب والمودة والزيارات وجميعهم يحرصون علي أمننا وأمن زوجتي وبناتي وهذه روح جميلة كانت دائما تسود بيننا. كما فوجئت بأن ابناء القري المجاورة الذين لا أعرفهم ما ان علموا بعودتي حتي سارعوا لزيارتنا وإبداء جميع سبل المساعدة الممكنة في حدود امكانياتهم.. وادعو الله أن اتمكن وأسرتي أن نعود للعمل قريباً وأن يعوضنا عما فقدناه في الأحداث الأخيرة.