في اليوم الأول لفتح الباب أمام راغبي الترشيح في الانتخابات الرئاسية القادمة قام 207 أشخاص وليس مرشحاً كما يخطئ البعض بسحب أوراق واستمارات الترشيح بينما لم يتقدم رسمياً أي شخص بطلب رسمي للترشيح وأقول شخص وليس مرشحاً لأن لفظ المرشح لا يطلق إلا علي الشخص الذي تقدم فعلاً واستكمل أوراقه وتم اعتماده وأعلنت اللجنة أن مرشح رسمي لرئاسة الجمهورية وهذا العدد الكبير الذي قام بسحب استمارات الترشيح ونحن في أول يوم له دلالات عديدة أهمها في اعتقادي أن البعض لا يدرك قيمة المنصب ولا مؤهلاته والبعض الآخر يستغل الفرصة لتحقيق شو إعلامي.. وهناك من يركب الموجة لكي يقال عنه مرشح لرئاسة الجمهورية أو يكتب في الكارت مرشح سابق للرئاسة.. وأعتقد أن هوجة القائمين بسحب أوراق الترشيح ستسفر في النهاية عن خروج معظم هؤلاء من السباق ولن يتبقي سوي عشرة أشخاص علي الأكثر قادرين علي استكمال المشوار وبعيداً عن الأسباب التي دفعت هؤلاء وغيرهم للتقدم لسحب الأوراق للترشيح لرئاسة الجمهورية فإنني سعيد بهدا الاقبال لسبب بعيد تماما عن الأسباب التي دفعت هؤلاء للترشح وسبب سعادتي أن ثورة 25 يناير كسرت الحاجز والسد المنيع الذي كان يحول بين حتي مجرد "الحلم" بالترشح لرئاسة الجمهورية فقد كان هذا الحلم ممنوعاً علي المصريين ومقصوراً فقط طوال 30 عاما علي المخلوع ونجله.. لدرجة انه كان من الملفت للنظر انك عندما تسأل طفلا أو شابا ماذا تريد أن تصبح في المستقبل فيقول لك ضابط أو مهندس.. أو صحفي.. أو طبيب وخلافه ولا تجد من يقول لك رئيس جمهورية رغم انه من الطبيعي أن يحلم بعض الأشخاص بهذا المنصب ومعظم قادة العالم حاليا وسابقا كانوا يحلمون.. والمثل يقول "لو بطلنا نحلم نموت".. وهذا هو ما كان يخطط له المخلوع وأتباعه أن نتوقف عن الحلم حتي نموت.. ولكن الحمد لله قامت الثورة لكي يجئ الدور علي هؤلاء الذين حرمونا من الحلم ويجربوا مرة في حياتهم معني التوقف عن الحلم وأن العشرات بل المئات بل الملايين يحلمون اليوم ويحاولون تحقيق حلمهم في العلن وليس في الخفاء أو بالتآمر. حمي الله مصر ووقاها من كل سوء