الأسعار العالمية للبترول تقفز بسرعة الصاروخ! والأسعار التي أتحدث عنها ليست بالجنيه المصري. الذي أصبح بلا قيمة وفقد مهابته بين العملات.. وإنما بالدولار. حيث وصل سعر البرميل الي 107 دولارات. ومعني ذلك أننا مقبلون علي فترة "جفاف بترولي" .. أو نضوب منابع البترول بعد أن أصبح العالم يأكل بترول ويشرب بترول ويتنفس بترول. سواء في وسائل النقل بمختلف أنواعها أو في توليد الكهرباء التي نستخدمها في كل مجالات الحياة. بدءا من أجهزة المطبخ بالمنزل ووصولا إلي الإنارة وإدارة محركات المصانع! العالم المتقدم أدرك هذه المشكلة.. وبدأ منذ عقود الاستعداد للوقت الذي تجف فيه منابع البترول.. وتوسعت دول كثيرة في استخدامات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة أمواج البحر وطاقة باطن الأرض والطاقة النووية. لكن كل هذه الأنواع من الطاقة لاتصلح حتي الآن في تشغيل السيارات والطائرات .. وكل ما تم التوصل إليه من سيارات كهربائية لايتميز بكفاءة السيارات التي تعمل بالبنزين.. فما هو الحل؟! اهتدي العلماء في بريطانيا الي فكرة جديدة سوف تساعدهم في انتاج بترول صناعي! كيف ؟! يقولون .. انه باستخدام تكنولوجيا "ورقة النبات الصناعية" يمكنهم توفير الطاقة اللازمة لتشغيل السفن والطائرات! وقال العلماء إنهم دخلوا منعطفا جديدا لتصنيع جهاز يمكنه القيام بعملية البناء الضوئي أو "التمثيل الكلوروفيللي" وهي العملية التي تقوم بها ورقة النبات لاستخلاص طاقة الشمس وتحويلها إلي مواد كربونية أو نشوية. وبدلا من انتاج المواد العضوية التي تنتجها النباتات فإن الجهاز سيقوم بتصنيع الهيدروكربونات. وهي نفس المركبات التي يتكون منها البترول ومشتقاته. وذلك باستخدام بكتيريا تستطيع القيام بعملية البناء الضوئي. ويأمل هؤلاء العلماء في إثبات نجاح هذه الفكرة خلال عامين. علي ان يتم تصنيع جهاز صغير لهذا الغرض. خلال خمس سنوات. وكان الباحثون قد أجروا تجارب من قبل لتحقيق هذا الهدف. فقد وصلوا الي"لحظة الاكتشاف" .. وهي أن هذا الهدف يمكن تحقيقه بواسطة الكهرباء بدلا من الضوء! وبذلك ينتجون البترول اللازم لتشغيل وسائل النقل والمواصلات. ويعتقد ريتشارد كوديل قائد الفريق البحثي في جلاسجو بأن الكفاءة العالية لهذه الطريقة. تجعل منها مصدرا كبيرا للطاقة خلال العقود القليلة القادمة. وأمام المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية للتقدم العلمي. الذي عقد مؤخرا في مدينة فانكوفر الالمانية.. قال إن معظم مصادر الطاقة المتجددة حاليا تنتج الكهرباء. ولكن لاتوجد لدينا وسائل جيدة لتخزين هذه الكهرباء في صورة سائلة! وأوضح أن البشرية لكي تحافظ علي نمط حياتها الحالي بعد نضوب البترول يجب ان تتمكن من تصنيع سوائل كثيفة متجددة وبشكل دائم لاستخدامها كوقود في وسائل النقل.. وفجر مفاجأة بقوله انه يمكن استخدام الكهرباء لمحاكاة عملية البناء الضوئي. وتعتمد فكرة العلماء علي إقامة محطات للطاقة تحتوي علي أحواض من البكتيريا التي تفرز وقودا صالحا للاستعمال.. وفيها تقوم الميكروبات بتحليل ثاني أوكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي من أجل تحويله الي بترول وبالتالي فإن ما ينبعث عن هذا الوقود من ثاني أوكسيد الكربون عند احتراقه. تمتصه البكتيريا لانتاج وقود جديد ومن هنا لاتسهم هذه العملية في اضافة المزيد من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي! ** أفكار مضغوطة : لأن تهدي لإنسان وردة في حياته .. خير من أن تضع باقة من الزهور علي قبره