علي مدي ثلاثة أيام نظم النوبيون في القاهرة مهرجانا فنيا وثقافيا في حب مصر وخلال هذه الأيام قدموا المشغولات اليدوية من تراث النوبة مثل "الكاردج" وهو نوع من الصناعات اليدوية الشهيرة في النوبة والتي تصنع من سعف النخيل الملون وكذلك الشعاليق والتي كانت توضع في سقف الحوش القديم في النوبة وغالبا ما كان يوضع به اللبن الرائب وغيره من مشتقات الألبان والمكاحل التي تصنعها سيدات النوبة مزينة بالخرز وغير ذلك من تراث الصناعات النوبية اليدوية القديمة. فنانون نوبيون وفي المعرض الذي أقيم بجوار الفنون الشعبية التي قدمها أبناء النوبة علي مدي ثلاثة أيام كان هناك معرض للكتاب عرضت فيه مؤلفات الأدباء النوبيون أمثال إدريس علي وحسن نور وآدول. وهناك كتب عن الفنانين النوبيين قدمها عوض عبدالرحمن سواء كان هؤلاء يعيشون في النوبة المصرية أو النوبة السودانية ومن الفنانين الذين كتبت مؤلفات عنهم محمد وردي الفنان النوبي الذي كانت له شهرة مدوية في افريقيا كلها وغاب عن دنيانا منذ أيام. وعلي كوبانا الذي جاب العالم ليقدم الفن النوبي ونال عدة جوائز عالمية وقد توفي كوبانا سنة 2001 وهو من مواليد 1936 وبدأ حياته الفنية كمراكبي ما بين أسوان وحلفا عندما كانت مصر والسودان دولة واحدة. وكان المهرجان برعاية الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء والذي أناب عنه في حفل الافتتاح الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة والذي حضر معه حفل الافتتاح كل من وزير الري والزراعة ومحافظ القاهرة ورئيس المجلس القومي للرياضة الدكتور عماد البناني واللواء أحمد عبداللطيف رئيس مجلس بيوت الشباب. حفل الختام حضر حفل الختام المهندس إبراهيم عطية رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب والدكتور حسام خليفة مدير مكتب وزير الري وغيرهم من كبار الشخصيات المهتمة بمشكلة النوبة وإعادة إسكان أهلهم في النوبة القديمة. وعلي مدي ثلاثة أيام في المهرجان استمتعت الجماهير بالفنون الشعبية النوبية وقدمت فرقة أبوسمبل للفنون الشعبية تابلوهات غنائية توضح مدي اشتياق النوبيين للعودة حيث قدمت الفرقة أوبريت قصير عن كيفية الحصاد والزرع بقيادة الفنان حمزة عبدالغفور والذي قدم معه فنانين علي مستوي عال من الأداء النوبي مثل إسلام صالح ومحمد أحمد علي. كما قدمت الغرفة رقصات جماعية تعبر عن أفراح النوبة مثل ليلة الحنة وقدمت فرقة أسوان النوبية تابلوهات مماثلة. غني في الحفل كل من خضر العطار الذي قدم أغنية "وداع النوبة" وتحدث عن الفنان النوبي الراحل محمد وردي وقدم له أغنيتين. ثم قد مت فرقة الكنور في الإسكندرية تابلوهات غنائية راقصة وغني فرح المصري وسيد السمان وفرقة فتحي جمال من الغردقة والفنان كرم مراد وشدا في حفل الختام كل من الفنان حسن الصغير وحسن عبدالسلام ومحمد حسن والثنائي ناصر ومنصور وحسن محمود. أوبريت الوداع أشرف علي تنظيم المهرجان أجمد عبدالوهاب صيام مدير إدارة المهرجان والشاعر عبدالعزيز زين العابدين المشرف الإداري الذي ألف أوبريت "الوداع" الذي قدمه في حفل ختام المهرجان ومعهم شمس حسين مشرفا فنيا ومحمد عمر ونهال جاد فنون تشكيلية ونادر أحمد الصحفي بالجمهورية وعلاء اسحق رئيس اللجنة الثقافية بناء الحضارة النوبية. كما قدم فنانون النوبة التشكيليون عدة لوحات تمثل النوبة القديمة نخيلها.. حشانها.. حدائقها الغناء. وغير هذا من مناظر خلابة.. اشترك في رسم هذه اللوحات كل من محمد عمر رسام الكاريكاتير بمجلة الرسالة وإيمان قطب ونهال دهب وأمين عادل وسامية عبدالمنصف والدكتور سيد القماس والدكتور خلف طائع والدكتورة ميرفت الشاذلي ودكتورة سمير عثمان. وفي نهاية الحفل كرم المهرجان ضيوف الحفل والرموز النوبية ومنهم عبدالفضيل طه ونادر أحمد ومحمد عبدالمجيد رئيس لجنة النظام وكريمة صيام رئيسة لجنة الاستقبال وكل الرموز الذين اشتركوا في تنظيم هذا المهرجان الناجح وتقديمه في صورة جيدة ومنهم هيثم حمودة. وكان الراعي الرسمي للمهرجان جمعية غرب السودان.