القمع الذي تتعرض له المعارضة الاصلاحية في طهران من قبل سلطات المحافظين القابضين علي السلطة هناك طال المخرج السينمائي الايراني الشهير جعفر بناهي الذي يخضع للمحاكمة بتهمة صنع فيلم بدون ترخيص والتحريض علي احتجاجات مناهضة للنظام الايراني. ألقي القبض علي بناهي في مارس الماضي واعتقل لمدة 88 يوما اضرب خلالها عن الطعام وحرم من حضور مهرجان البندقية السينمائي في سبتمبر وأغضب بناهي البالغ من العمر 50 عاما. السلطات الايرانية بدعمه احد مرشحي المعارضة الايرانية في انتخابات الرئاسة التي جرت في العام الماضي وحامت الشكوك حول تزويرها لصالح الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد وفوزه بولاية ثانية وهي نتيجة أثارت احتجاجات ضخمة في الشوارع. قال بناهي في بيانه للمحكمة انه كان ضحية ظلم ووصف احد الاتهامات الموجهة اليه بأنها مزحة وانه بدأ إخراج فيلمه الأخير عندما تعرض منزله للمداهمة واعتبرت مجموعة أفلامه "اباحية" وتمت مصادرتها. وأضاف انه لا يفهم الاتهام بالاباحية في فيلم تاريخي من الأفلام الكلاسيكية ولا يفهم الجريمة الموجهة اليه مشيرا إلي انه اذا كانت هذه الاتهامات حقيقية فإن السلطات الايرانية لا تقدمه فقط للمحاكمة وانما السينما الايرانية الفنية والانسانية التي تعكس الجوانب الاجتماعية. ورفض بناهي ايضا الاتهام بالتحريض علي الاحتجاج قائلا ان أفلامه اجتماعية وليست سياسية. كان بناهي قد اعتقل لفترة قصيرة الصيف الماضي مع عائلته بعد ان حضر حفل تكريم ندي أغا سلطان الشابة التي قتلت خلال مظاهرات الاحتجاج علي اعادة انتخاب نجاد في يونيو العام الماضي والتي تحولت الي احد رموز المعارضة. يصنف بناهي كأحد مخرجي الجيل الجديد من السينمائيين الايرانيين المشهورين في الخارج وقد فاز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي الدولي عام 2000 عن فيلمه الدائرة وبجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي سنة 2006 عن فيلم تسلل كما حصل علي جائزتين في مهرجان كان السينمائي الشهير بفرنسا وهما جائزة الكاميرا الذهبية سنة 1995 عن فيلم الكرة البيضاء وجائزة لجنة التحكيم لنظرة خاصة عام 2000 عن فيلم الذهب الأحمر. وعلي الرغم من النجاحات التي حققتها أفلام بناهي عالميا إلا ان كثيرا منها ظل ممنوعا من العرض في الصالات الايرانية إذ تتهمها الرقابة بتقديم صورة سوداوية داكنة عن المجتمع الايراني ولم يخرج بناهي أي فيلم روائي جديد منذ فيلمه تسلل الذي حاول فيه كسر منع حضور النساء الي مباريات كرة القدم عندما قدم في فيلمه مجموعة من الشابات يتخفين في زي الرجال من أجل دخول ملعب لحضور مباراة لكرة القدم.