تاريخ مصر القديم هو مهد البشرية وقد أثبتت الاكتشافات الأثرية أن مصر هي أول من عرفت الرياضة علي وجه الكرة الأرضية منذ أكثر من خمسة آلاف سنة وعرف قدماء المصريين بأجسامهم الفارعة وأجسادهم الجميلة مكتملة التكوين بعد أن عني المصريون بأن تكون اللياقة البدنية من أسس تولي مسئولية الحكم. لا فرق بين الرجل والمرأة حيث كان ضمن أسس اختيار الفراعنة قبل توليهم الحكم أن يقطعوا جرياً شوطا اسموه شوط القربان في أعياد تولي الحكم كما ظهر علي جدران أهراماتهم ومعابدهم.. فضلاً عن مزاولتهم لألعاب كثيرة. ومع مرور الزمن والسنين كانت مصر من أوائل الدول التي شاركت في بعثة الحركة الأولمبية الحديثة عام 1896 بالانضمام لعضوية اللجنة الأولمبية الدولية عام 1910 وكان ترتيب مصر ال"14" بعد أن وصل الآن إلي 197 دولة في العالم.. ولعل رفع العلم الأولمبيي لأول مرة في تاريخ الحركة الأولمبية بمدينة الإسكندرية عام 1914 خير دليل. من هنا يتأكد لكل مصري يعيش علي أرض هذا البلد أن الرياضة المصرية هي جزء من تاريخها وحضارتها.. وباتت ركناً هاماً من أركان الحياة في المجتمع المصري. ولعل مشاركات الرياضة المصرية في الدورات الأولمبية والبطولات العالمية والدولية وتحقيق إنجازات عالمية وقارية فاقت دولاً كثيرة يجعل من الواجب أن يكون لها مكان وبند خاص بها في الدستور الجديد الذي نستعد لإقراره هذه الأيام وتقف بجوار كل نواحي الحياة الاجتماعية في هذا البلد. وإذا كانت المادة العاشرة من الدستور في الباب الأول قد طالبت بالعناية بالنشء والشباب وضرورة توفير الدولة للظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم.. فإنه يصبح من الواجب أن نستحدث مادة صريحة في الدستور تحض علي رعاية الدولة لمزاولة الرياضة التي تعد أحد أنشطة المجتمع من أجل بناء جسم سليم وعقل راجح.. وصحة جيدة.. كما تكفل الدولة رعاية البطولات والأبطال والارتقاء بهم من أجل تحقيق الانتصارات والوصول للقمة علي المستويات الأولمبية والعالمية والدولية. ولعله من الأفضل أن تكون البداية عند تشكيل اللجنة التأسيسية حيث يتحتم تواجد مجموعة من الرياضيين الذين رفعوا علم مصر في المحافل الدولية والدورات الأولمبية والبطولات العالمية ضمن أعضاء اللجنة ليعبروا عن أمنياتهم أن تصبح الرياضة لأول مرة جزءاً لا يتجزأ من مقومات المجتمع المصري يلزم الدولة برعايته ويكون لها بند خاص في الدستور مثلما هو الحال للمرأة والعمال. حيث انه إذا كانت المرأة نصف المجتمع فإن الرياضة هي كل المجتمع يجب أن يزاولها كل عناصره وأطيافه وأعماره الطفل والشاب والكهل وأجناسه الذكر والأنثي. من هنا فعندما يجتمع أعضاء مجلسي الشعب والشوري ويضعون النسب لتشكيل اللجنة التأسيسية فعليهم أن يضعوا في اعتبارهم الأسرة الرياضية التي باتت تشكل اهتمامات المجتمع ويزاولها شبابه الذين يشكلون نسبة تزيد علي نصف تعداد البلاد. وعندما يصبح للرياضة بند خاص بها في الدستور فإن كل الرياضيين سوف يعرفون ما هي حقوقهم وما هو واجبهم ويسير التدريب وأداء المباريات جنباً إلي جنب مع الالتزام والاحترام وبذلك يرتقي المجتمع. ولعل انطلاق ثورة الشباب يكون دافعاً ومحفزاً أن تكون للرياضة وهي أهم اهتمامات النشء والشباب بند خاص في الدستور الجديد وبذلك نعلن علي العالم أننا بالفعل نتجه إلي عصر جديد يقوده الشباب بكل اهتماماتهم ومنها الرياضة ليحققوا أهم أهداف ثورتهم وهي الارتقاء والتقدم للأمام ومواكبة العلم الحديث والتطوير والتأكيد علي أن مصر فعلاً هي مهد الحضارة في الماضي.. وفي الحاضر والمستقبل.