في الوقت الذي قررت فيه الدول العربية مقاطعة النظام السوري بقيادة بشار الاسد بطرد السفير السوري من أراضيها وسحب سفيرها من دمشق. رفضت بعض الدول هذه المقاطعة خوفا علي مصالحها مع سوريا. وبين هذا وذاك يبقي الشعب السوري الاعزل ينزف دما وتزهق أرواح شبابه وأطفاله وشيوخه ونسائه وسط عجز العالم عن وقف نزيف الدم السوري رغم وجود قرارات من مجلس الجامعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية بقطع العلاقات مع سوريا وتجميد عضويتها بالجامعة. ورغم هذا القرار الذي يحرم سوريا من حضور أي اجتماع تابع للجامعة العربية ومنها اجتماع القمة العربية القادمة في نهاية مارس القادم ببغداد إلا ان بشار الاسد لايزال يكابر ولايريد أن يعي الدرس جيدا ويتعلم من سابقيه بأن النهاية آتية لا محالة. وبينما أعلنت السعودية بصفتها رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي أن دول المجلس قررت سحب جميع سفرائها من سوريا. والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل فوري وتلتها في ذلك مصر وقبلها تونس بالاضافة إلي ايطاليا وبريطانيا والولايات المتحدةالامريكية إلا أن الاردن قررت عدم سحب سفيرها من دمشق أو طرد السفير السوري من أراضيها وذلك لاسباب تتعلق بمصالحها وعلاقتها مع الجارة الشمالية وسط تقديرات رسمية لاجمالي عدد السوريين الذين لجأوا إلي الاردن بنحو 78 الفا. كما رفضت العقوبات الاقتصادية المفروضة علي سوريا. لأن نسبة 62 في المائة من واردات الاردن القادمة من أوروبا تأتي عن طريق سوريا إضافة إلي مسائل أخري كالحدود والأمن والطلبة الاردنيين في سوريا. نفس الأمر بالنسبة لفلسطين التي تخوفت من إبداء أي رأي حول سوريا خوفا علي قضيتها ورعاياها في سوريا. أما الجزائر فقد رفضت مقاطعة سوريا مؤكدة انها لن تسحب سفيرها من دمشق مثلما أوصت الجامعة العربية. وأن قرار الجامعة الداعي لسحب الدول العربية لسفرائها من سوريا يبقي قرارا سياديا لكل دولة. مشددة علي أن الجزائر لن تلتزم به لانها سيدة في قراراتها وهو الأمر الذي أيدتها فيه لبنان ايضا. ورغم تباين المواقف تجاه بشار الاسد بين مؤيد ومعارض إلا أن الورقة الرابحة لا تزال في أيدي الشعب السوري الذي أيدته الدول الاكبر ثقلا في المنطقة كمصر ودول الخليج.