في عام 90 قام محمود الجوهري المدير الفني لمنتخب مصر لكرة القدم آنذاك بإلغاء مسابقة الدوري العام حتي يتفرغ الفريق للاستعداد لخوض بطولة كأس العالم بعد ان نجح في قيادة المنتخب للوصول للنهائيات بإيطاليا فما بالنا ونحن نستعد لبناء جمهورية مصر الثانية ونسعي لتحقيق أهداف ثورتها الخالدة أليس من الأولي ان نلغي الدوري العام هذا الموسم في ظل تلك الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن في تلك المرحلة الانتقالية التاريخية والتي يعتبر الانفلات الأمني من أهم مظاهرها وهناك عشرات الضحايا ومئات المصابين سقطوا في إحدي مباريات الدوري لكرة القدم بمذبحة بورسعيد ألا تستدعي تلك الظروف مجتمعة ان يتم إلغاء الدوري حتي يتفرغ الجميع للقصاص من مرتكبي ومخططي مذبحة بورسعيد وإعادة الأمن والاستقرار لأرجاء البلاد من أجل انقاذ حياة المصريين وحتي نعيد للشرطة هيبتها وهيكلتها وتغيير عقيدتها الأمنية وقبل هذا وذلك ان نستكمل إجراءات التحول للديمقراطي وانتخاب رئيس للجمهورية ووضع الدستور وتسليم السلطة لحكم المدنيين ولعل قرار الأمن الأخير بإلغاء المباريات الودية الدولية التي كان من المقرر ان يخوضها منتخب مصر يؤكد ان إلغاء الدوري أصبح واجباً وطنياً وأري ان مستقبل الأمة المصرية في تلك المرحلة الفاصلة في تاريخ الوطن أهم بكثير من إلغاء الدوري عام 90 حتي يستعد المنتخب بمباريات ودية لمونديال إيطاليا. أعتقد ان الدكتور عماد البناني رئيس المجلس القومي للرياضة قد أصاب وكان محقا عندما طالب البرلمان بأن يكون هناك إدارة شرطية متخصصة في تأمين المباريات وملاحقة المشاغبين وتجريم ظاهرة شغب الملاعب قانونيا وهذا ايضا يتطلب إلغاء الدوري لتحقيق هذه الخطوات بل وإعادة ترتيب أوراق منظومة كرة القدم في مصر حتي لا تتحول لمسابقة في الموت مثلما حدث في مذبحة بورسعيد. عندما تتسابق الهيئات وخبراء وقيادات الرياضة والجماهير والنقابات الفرعية بمدينة بورسعيد الباسلة بإرسال برقيات عاجلة إلي المجلس العسكري والدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء والدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب يطالبون فيه باستمرار كامل أبو علي رئيساً للنادي المصري والتأكيد علي تمسكهم به لكونه رجل المواقف الصعبة واعتقد ان تلك المشاعر الطيبة وتلك الثقة في الرجل وهذا الإجراء من جانب شعب بورسعيد بكافة اطيافه تجاه كامل أبوعلي يعكس ما يحظي به من حب وتقدير كواحد من أبناء المدينة الباسلة والوجوه المشرفة التي تفخر بها مصر وليس بورسعيد علي كافة الأصعده كونه من أبرز رجال الاقتصاد والأعمال الذين يحظون بسمعة طيبة داخل مصر وخارجها وكونه قيادة إدارية ورياضية متميزة نجحت ببراعة في ان تنتشل النادي المصري من كبوة عاشها علي مدار عشرات السنوات فاتفق الخبراء علي ان النادي المصري يعيش مع كامل أبوعلي عصره الذهبي اقتصاديا وإداريا ونفسيا وتنظيميا مما جعله يحظي بحق وتقدير وثقة جماهير ولاعبي ومدربي النادي وشعب بورسعيد ولعل تلك البرقيات لأبناء بورسعيد الذين وجهوا نداءهم لقيادات الدولة رفضهم لمحاولات اغتيال النادي المصري وحصار شعب بورسعيد تؤكد من جديد ان النادي وجماهيره وأبناء المدينة الباسلة أبرياء تماما براءة الذئب من دم بن يعقوب من مذبحة مباراة الموت التي ارتكبها حفنة من القتلة الذين نفذوها وخططوا لها ولذلك فهم يرفضون إلصاق تلك الجريمة الشنعاء التي هزت وجدان العالم بهم ويطالبون بسرعة القصاص منهم واعتقد ان قيادات الدولة و شعب مصر في مختلف المحافظات مطالبون بالتكاتف مع بورسعيد شعباً وقيادات لعودة الحياة لطبيعتها وإنهاء هذا الحصار كونها جزءاً عزيزاً لا يتجزأ من مصر المحروسة.