مدينة بورسعيد التي وقف معها العالم يوماً في بداية شتاء عام 1956 عندما تعرضت للعدوان الثلاثي الغادر الذي جاء رداً علي تأميم قناة السويس. وساندها في أحزانها وأطلقوا عليها: "المدينة الباسلة.. الحرة.. الشجاعة".. كيف رضت علي نفسها ما حدث يوم الأربعاء الأسود.. وكيف رضت أن تجري مذبحة تزهق فيها الأرواح ونفقد فيها شباباً في عمر الزهور كان ينتظرهم مستقبل طيب. وكان يمكن أن يخرج من بينهم من يحكم هذا البلد يوماً عندما استشهد 74 شاباً. كل جريمتهم أنهم ذهبوا لتشجيع فريقهم في مباراة رياضية؟! إن ما يجري علي أرض بورسعيد الباسلة في هذا اليوم المشئوم لابد له من وقفة لا تتوقف عند العتاب. ولكن لابد من أن تنال عقوبة رياضية حيث جرت المذبحة علي أرضها. ومهما كان مرتكبو الجريمة في استاد المدينة من داخلها أو خارجها. فلابد أن يذوق جماهيرها ومشجعو فرقها الرياضية طعم المرارة التي عاشها أهالي الشهداء وذلك بالحرمان من مشاهدة المباريات في ملاعبهم ويكون لهم أيضاً نصيب من الحزن الذي أنزله بعض الخارجين عن القانون علي شباب كل جريمتهم أنهم ذهبوا لزيارة المدينة المحبوبة وتشجيع فريقهم في مباراة رياضية تحت شعار الرياضة أخلاق لكي تشعر الجماهير بحكم الجريمة التي ارتكبت في بلدهم التي يحبها كل الناس. لذلك أطالب فإني أطالب بحرمان جماهير الرياضة في بورسعيد من مشاهدة الأحداث الرياضية التي تقام في مدينتهم لمدة خمس سنوات. وهو قرار لابد أن ينبع من المصدر الرئيسي المسئول عن الرياضة في مصر وهو المجلس الأعلي للرياضة واللجنة الأولمبية وتلتزم به كل الاتحادات الرياضية والأندية. إذا كان النادي الأهلي قد أخذ المبادرة فإنه يجب علي كل رياضي أن يتضافر مع هذا القرار. حتي تدرك الجماهير في المدينة حجم الجريمة التي ارتكبت علي أرض مدينتهم من بعض البلطجية وسمحوا لهم بارتكابها. حيث لا يمكن أن نقول إن ما حدث يكون قد قد حدث دون علم أغلبهم. ومع ذلك وقفوا متفرجين دون محاولة منعه بأي وسيلة حفاظاً علي اسم مدينتهم المحبوبة. لذا لابد أن يكون لهذه الجماهير نصيب من الحزن عندما يرفض الرياضيون من أصدقائهم زيارتهم واللعب معهم مرة أخري بعد أن لوثها المجرمون بدماء الأبرياء الشهداء الذين نحتسبهم عند ربهم.. و"إنا لله وإنا إليه راجعون".. والمجرمون في الجحيم..