أصيب كل الرياضيين سواء في مصر أو خارجها بصدمة عنيفة وهم يشاهدون المجزرة المشينة التي راح ضحيتها 73 مشجعا في موقعة استاد بورسعيد.. اذا لم يتصور أحد أن شباب "زي الورد" يذهب بهذا الحماس والنشاط لمشاهدة مباراة في كرة القدم ثم يعودون الي ذويهم داخل نعوش خشبية..! وإذا كان كل فئات وطوائف الشعب المصري قد استنكر هذه المجزرة وشعروا بالحزن الرهيب الا أن الرياضيين عموما ولاعبي الاهلي تحديدا هم الأكثر احساسا بالغضب العارم لان الاحتكاك شبه يومي مع مثل هؤلاء الضحايا.. في التدريبات والمباريات والبطولات والملاعب ومن هنا فإن مشاعر نجوم القلعة الحمراء وزملائهم من لاعبي الاندية الأخري كانت جياشة وعامرة بالدموع الغزيرة وبالألم العميق. ورد الفعل كان غير عادي من جانب لاعبي الأهلي علي رأسهم محمد بركات ومحمد ابوتريكه اللذان اعلنا علي الملأ أنهما لن يكملا مشوارهما مع الكرة بعدما شاهداه من أهوال في استاد بورسعيد. حيث سقط أمامهما القتلي. أحدهم من الجمهور الضحية رحمه الله مات بين ايدي أبوتريكه حيث نجح في الوصول الي غرفة ملابس الاهلي باستاد بورسعيد وسقط أمام ابوتريكه كما يقول الرواة وقال له : كنت أحلم ان أشوفك وربنا حققلي حلمي.. وبعد محاولات فاشلة لاسعافه قال: أنا عارف انني حاموت.. ابقي سلم لي علي أمي وهنا تدخل ابوتريكه وقال انطق الشهادتين.. وبعدها انتقل هذا المشجع الي رحمة الله. المؤكد ان هذا الحدث الجلل أصاب النجم الكبير بالشرخ النفسي العميق وجعله يتساءل بينه وبين نفسه ماجدوي كرة القدم.. وما أهمية الساحرة المستديرة التي تزهق من أجلها الارواح.. لابد من الابتعاد عنها طالما ان الارواح تروح بهذه الطريقة. وابوتريكه المنفعل الذي بكي بشدة خرج الي الجمهور في اليوم التالي امام بوابة النادي الاهلي وهتف معهم في مسيرة وقال انه لن يدع حق هؤلاء الضحايا الابرياء يروح هدرا. وحملته الجماهير قائلا.. "يانجيب حقهم يانموت زيهم" ومعهم هتف بنفس القوة تريكه ومعه النجم الكبير محمد بركات الذي كان قد اصابته الهيستريا داخل غرفة ملابس الفريق باستاد بورسعيد وهو يري طبيب الاهلي د. ايهاب علي يحاول جاهدا انقاذ مايمكن انقاذه بلا جدوي. وقد قيل ان بركات تعرض للاغماءة من هول ماشاهده. ودموع لاعبي الاهلي لم تكن وحدها التي انهمرت من العيون.. بل فعل الملايين خارج وداخل مصر.. حتي شاهدنا الكثيرين بالقنوات الفضائية جاءوا للتعليق علي الاحداث وهم يبكون بشدة. وكانت دموع عبدالعزيز عبدالشافي "زيزو" مؤثرة للغاية وهو يدافع بحرقة عن الضحايا في العاشرة مساء ولم يكن أمام المذيعة مني الشاذلي مفرا الا الاعلان عن ختام البرنامج بعد انهيار زيزو. وحتي بعد ان هدأت النفوس بعض الشيء.. لم يتحمل حازم إمام الموقف وهو يتحدث في برنامجه اليومي وأصيب بنوبة بكاء مرير. والنجم الكبير ابراهيم يوسف دخل في مداخلة عقب المباراة وتحشرجت الكلمات وانقطعت بسبب نحيبه وهو يلعن الكرة التي تسبب في موت أبرياء. وكذلك محمود معروف الناقد الرياضي الشهير الذي انفعل بشدة وبكي بحرقة جعلت المذيع مدحت شلبي يناشده التماسك. هذا ماشاهدناه من دموع أمام الكاميرات. والمؤكد أن وراءها بكي ملايين المصريين بمختلف انتماءاتهم وألوانهم.. وصدق بلاتر الذي قال في بيان.. "أن ماحدث يوم أسود في تاريخ كرة القدم"..!!