73 مليون مصري ومثلهم عربي وإفريقي باتوا ليلة أول أمس وقد اعتصر قلوبهم الألم وأصابها الحزن وانهارت دموعها مثلما سالت دماء المصريين التي قتلت في بورسعيد.. فالطعنة الغادرة لم تصب أسرة كل من نالته يد الغدر.. بل طالت كل بيت.. طعنة حذرت منها وقلت مراراً وتكراراً إننا قادمون علي كارثة.. والآن وقعت الكارثة.. ومن ثم يبدأ دور المسئولين المختزل دائماً في رد الفعل تلك الآفة التي تسري في أجسادنا منذ سنوات طويلة.. ننتظر الكارثة تلو الأخري لنبدأ التحرك.. ننتظر الفعل لنبدأ رد الفعل..قامت الثورة ولم يتحرك أحد إلا بعد أن تحولت إلي كارثة.. توالت الجرائم ولم نتحرك إلا بعد أن وقعت الجريمة الكبري.. تنطلق المظاهرات الفئوية. وتغرق مصر ثم نتحرك بعد أن يرتفع سقف الطلبات..تظهر جماهير الكرة غضبها وتثور وترفض قرارات اتحاد الكرة وتهاجم اللاعبين والضيوف وتستخدم الشماريخ وتشتبك بينها.. ونحذر من الدوري واستمراره ولا أحد يستجيب.. أصرخ وأقول لن تتوقف الدنيا إذا توقف الدوري.. لن يجوع من يعمل في الحقل الرياضي بل الذين يموتون هم الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم.. ولم ينصت أحد.. قلت لا سامح الله كل من يريد أن يقتل الثورة بعودة الدوري.. ولكن كالعادة صم الكل الآذان.. لم نقرأ الحدث قراءة جيدة فكانت المحصلة عشرات القتلي ومئات المصابين في مباراة واحدة.. ثم نبكي ونتحرك ونطلق قرارات.. قلت لا داعي لاحراج الداخلية.. حذرت من المتربصين والمندسين ومن قلة الأدب ومن جماهير منفلتة ومن جماهير تشعر أنها أصبحت حرة بفعل الثورة.. حذرت من أعلام فاسد وأولياء أمور تركوا أبناءهم دون تربية قلت هناك قيادتان داخل الشرطة.. قيادة محترمة ثم قيادة مخربة.. قلت هناك فلول تدفع للتخريب واتحاد كرة قمة الاستهبال.. قلت كل ذلك ولم ينصت أحد حتي حدثت الفاجعة.. الفاجعة التي أكد كل القريبين منها انها كانت مؤامرة دبرت لسفك دم أبناء ألتراس الأهلي.. مؤامرة كان بطلها الأمن في بورسعيد باعتراف أبناء بورسعيد.. الأمن الذي سمح لعناصر غريبة لضرب ضربته مدعما بأفراد من الكارهين للنادي الأهلي فهاجمني "المطبطبطية" حتي وقعت الكارثة.. وبدأنا نبكي.. نبكي علي ايه؟!! أما الكارثة الكبري أن يرفض اتحاد الكرة.. اتحاد التناحة قرار اقالته.. بدلاً من أن يستقيل واضعا في عينه حصوة ملح.. بل راح يستغيث بجوزيف بلاتر.. ايه التناحة والبلادة دي؟!